أكّدت رئيسة وزراء الدنمارك السابقة (يسار وسط)، هيلي تورنينغ شميت، انضمامها إلى الحملة النسوية المحلية التي تكافح الانتهاكات والتحرّش الجنسي في بلدها.
شميت، التي تبوأت منصب رئيسة الوزراء في الدنمارك من عام 2011 حتى 2015 كشفت عن أنها تعرّضت شخصياً لتحرّش جنسي على يد الرئيس الفرنسي الأسبق الراحل فاليري جيسكار ديستان.
ووضّحت شميت أنّ الحادثة وقعت في إحدى المناسبات التي جرت في كوبنهاغن، خلال فعالية في السفارة الفرنسية، عندما جلست إلى جانب ديستان مع ضيوف على طاولة العشاء، ما اضطرها إلى تغيير مكانها بعد أن نهرته بشكل عملي، أثناء عضويتها في البرلمان الأوروبي في عام 2003. وكان ديستان حينها يبلغ السبعين من العمر. والحادثة، بحسب وصفها "خلقت حالة غضب داخلي لسنوات، رغم أنه لم يكن في تلك الأيام سجال ونقاش في الفضاء العام حول تلك التصرفات باعتبارها تحرشاً وانتهاكاً".
وفي كتابها الصادر في كوبنهاغن، أمس الثلاثاء، بعنوان "اعتبارات الشقراء"، تتناول فيه أول سيدة ترأس حكومة في الدنمارك تطوّر المساواة والحركة النسوية في بلدها خلال العقود الماضية، كما تجربتها الشخصية بالتعامل مع حركة "مي تو" النسوية. وأكّدت شميت أنها وجدت صعوبة في التعبير الصريح عن دعمها لحملة "مي تو" في السنوات الأخيرة وهي في منصبها "حتى لا أبدو وكأنني رئيسة وزراء النساء".
وتلقي الاعترافات الأخيرة لشميت المزيد من الأضواء على السجال والنقاش الدائر في المجتمع الدنماركي، وخصوصاً حول ظاهرة الاعتداءات والانتهاكات الجنسية في صفوف النخب، ومن بينها الطبقة السياسية التي أطاحت رؤوساً كبيرة، ومن بينهم مسؤول حزب "راديكال فينسترا" (يسار وسط)، مورتن فيسترغورد، وفرض استقالته من زعامة الحزب كما البرلمان. كما أدّى السجال حول تصرفات عضو البرلمان عن حزب المحافظين ناصر خضر (من أصول فلسطينية) إلى "طرده" من الحزب، بعد أن كشفت 7 سيدات (من بين عدد أكبر) تعرّضهن للتحرش والاغتصاب على يده، وبينهن صحافية مشهورة وعدد من الشخصيات المرموقة اللواتي صمتن لسنوات، قبل أن تنفجر القضية خلال الصيف الحالي.
وعلى الرغم من أنّ كوبنهاغن شهدت تقدماً كبيراً من ناحية المساواة بين الجنسين، إلّا أنّ الكشف عن حالات تحرّش وانتهاكات جنسية وحالات اغتصاب مسكوت عنها، بات يثير جدلاً ونقاشاً عن "أثمان" تدفعها المرأة للوصول إلى مناصب معينة.
ويثير الموضوع نقاشاً محموماً منذ عام 2019، بعد أن كشفت سيدات عن تعرّضهن للاغتصاب والانتهاك الجنسي في بداية فترة "التكوين المهني"، وبينهن صحافيات ومذيعات تلفزيون شهيرات، وهو ما أدى أيضاً إلى هزة في الوسط الإعلامي الذي شهد استقالات وإقالات في الأيام الماضية.
ويخشى كثيرون الأضواء التي تسلّط على ماضي رجال نافذين في مختلف القطاعات، وخشيتهم من تناول وسائل الإعلام وحملات نسوية لأسماء كبيرة، وحول ما يمكن أن يؤدي إليه هذا الجدل، بحسب الصحافة الدنماركية، بعدما عاد الموضوع إلى الواجهة مع تصريحات رئيسة الوزراء السابقة هيلي تورنينغ شميت.