"هيومن رايتس ووتش" تتهم وكالة فرونتكس الأوروبية بالتواطؤ مع ليبيا وإعادة مهاجرين قسراً
اتّهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الإثنين، الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) بالتواطؤ مع ليبيا في انتهاكات ترتكبها بحقّ المهاجرين، وذلك بالسماح لخفر السواحل الليبي باعتراض قواربهم التي تعبر البحر الأبيض المتوسط متوجّهة إلى جنوب أوروبا، الأمر الذي يعيدهم قسراً إلى ليبيا بدلاً من أن تنقذهم منظمات غير حكومية أو سفن عابرة.
وأكدت المديرة المشاركة لقسم أوروبا وآسيا الوسطى في "هيومن رايتس ووتش" جوديث سندرلاند أنّ "فرونتكس متواطئة في الانتهاكات"، بعد إعادتها المهاجرين إلى ليبيا مع علمها بأنّهم يواجهون "معاملة وحشية". لكنّ "فرونتكس" علّقت على تقرير المنظمة الحقوقية مدّعية أنّه "خاطئ تماماً".
وجاء في تقرير مشترك ما بين منظمة "بوردر فورينزيكس" الاستقصائية ومنظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية أنّهما يدعمان "الاستنتاج بأنّ نهج وكالة الحدود الأوروبية لا يهدف إلى إنقاذ الأشخاص المنكوبين، بل منعهم من الوصول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي".
Airborne Complicity.
— Human Rights Watch (@hrw) December 12, 2022
Frontex aerial surveillance enables abuse in Libya.https://t.co/eZrNPEg2tu pic.twitter.com/XLv0R9hrsH
وفي ما يتعلق بـ"العلاقة المعتدلة وذات الدلالة الإحصائية" بين رحلات نقل المهاجرين واعتراضها، أوضحت المنظمتان أنّ "المراقبة الجوية المتزايدة التي تنفّذها فرونتكس في وسط البحر الأبيض المتوسط أدّت إلى مزيد من عمليات الاعتراض (لقوارب المهاجرين) من قبل خفر السواحل الليبي".
واستشهدت المنظمتان بما حدث في 30 يوليو/ تموز من عام 2021، إذ أظهرت بيانات تتبّع الرحلات في ذلك اليوم رصد طائرة مسيّرة تابعة لوكالة "فرونتكس" قاربَين يقلان مهاجرين قبل اعتراض خفر السواحل الليبي لهما لاحقاً. وكانت سفينة الإنقاذ "سي - ووتش 3" التابعة لمنظمة غير حكومية في موقع قريب من قاربَي المهاجرين، لكنّها لم تتلقَّ أيّ رسائل من "فرونتكس". وبيّن تقرير المنظمتَين أنّ سفينة الإنقاذ شهدت إحدى عمليات الاعتراض الليبية "بالصدفة".
وفي السياق، صرّحت "فرونتكس" لوكالة رويترز بأنّها ملزَمة قانوناً بتنبيه "كلّ مراكز الإنقاذ الوطنية" في وسط البحر الأبيض المتوسط، بما فيها مراكز الإنقاذ الليبية، عندما ترصد إحدى طائراتها أو سفنها قارباً في خطر. أضافت الوكالة الأوروبية أنّها تتواصل مع "كلّ مراكز تنسيق الإنقاذ في المنطقة بإيطاليا ومالطا وليبيا وتونس. وبخلاف ما يذكره (تقرير المنظمتَين)، فإنّ مراكز الإنقاذ الأربعة معترف بها دولياً". وكشفت الوكالة أنّها "فخورة" إذ إنّ "طواقمنا ساعدت في إنقاذ أكثر من 300 ألف شخص في البحر في الأعوام الأخيرة".
وسنوياً، يغامر آلاف المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا، بشقّ طريقهم عبر ليبيا حيث ازدهرت تجارة تهريب مربحة في بلد منقسم منذ أعوام. وبحسب "مشروع المهاجرين المفقودين" التابع للأمم المتحدة، أُبلغ عام 2021 الماضي عن وفاة أو فقدان 2062 شخصاً، في خلال محاولات للوصول إلى أوروبا على متن قوارب. ويواجه الذين نجوا من الموت وألقى خفر السواحل الليبي القبض عليهم، وأعادهم إلى البلاد، مستقبلاً غامضاً.
وقد عانى آلاف المهاجرين الآخرين من التعذيب والعنف الجنسي والابتزاز على يد خفر السواحل الليبي، في مراكز الاحتجاز الموزّعة في أرجاء البلاد. وفي حين أنّه من المفترض أن تدير السلطات المؤقتة في ليبيا مراكز الاحتجاز تلك، غير أنّ جماعات مسلحة سيّئة السمعة ما زالت تسيطر على الأمور.
وتُعَدّ الهجرة من القضايا السياسية الساخنة في أوروبا، وقد لجأت الحكومات إلى فرض مزيد من السياسات المتشدّدة في محاولة لوقف تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء من شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وأخيراً، استقبلت إيطاليا سفينتَي إنقاذ تابعتَين لمنظمتَين غير حكوميّتَين على متنهما أكثر من 500 مهاجر، وسط دعوات متجدّدة من حكومتها اليمينية بزيادة تقاسم الأعباء على مستوى الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بالهجرة واللجوء.
(رويترز، أسوشييتد برس)