سفارة الأسد في استوكهولم تبتز اللاجئين السوريين: 8 آلاف دولار لقاء الإعفاء من العسكرية وإلا مصادرة الأملاك
أكدّ التلفزيون السويدي، اليوم الجمعة، انتشار ظاهرة ابتزاز اللاجئين السوريين في السويد لدفع أموال طائلة لسفارة النظام في استوكهولم.
ولفت تقرير تحت عنوان "المنفيون السوريون عليهم دفع أموال لقاء عدم الخدمة العسكرية" إلى أن المطلوب من الرجال بين 18 و42 سنة تأمين 8 آلاف دولار أميركي أو 70 ألف كرونه سويدية للتوجه إلى سفارة النظام في استوكهولم لتسليمها نقدا. وشدد التقرير المتلفز على أن المستهدفين هم "مئات آلاف السوريين في المنفى ممن لم يؤدوا الخدمة العسكرية في سورية". وعرض التلفزيون السويدي تصريحات متحدث باسم جيش النظام السوري، إلياس بيطار، المنشورة على يوتيوب حول "التعليمات الجديدة"، والتي أكد أنها "شيء يسمى بدل فوات الخدمة والتي تقدر بـ8 آلاف دولار".
وشرح التلفزيون السويدي بأنه إذا تخلف السوري في السويد عن دفع المبلغ المطلوب "فإن نظام بشار الأسد له أن يطلب المال من عائلاتهم وأقاربهم في وطنهم، ومن خلال مصادرة ممتلكاتهم والحجز على منازلهم".
وتحدث معدّ التقرير مع السوري قيس فارس، المشمول بقرار دفع ذلك المبلغ، واعتبر ما يجري "محض ابتزاز، فبعد قتل وإرهاب الشعب لعشر سنوات وأصبح النظام الآن على وشك الانهيار وبات بحاجة ماسة للعملة". وأكد فارس، الذي عمل صحافيا قبل مغادرة بلده، أنه لا يملك ذلك المال "ولست مستعدا لتمويل مافيا لو ملكته".
ومنذ فبراير/شباط الماضي، تعتبر دائرة الهجرة السويدية أن السوريين في البلد من المطلوبين للخدمة الإلزامية في جيش الأسد يحق لهم طلب اللجوء على ذلك الأساس، أي أن رفض الخدمة العسكرية بات كافيا للحصول على وضع لاجئ. وذكر القائم بأعمال المدير القانوني لمجلس الهجرة السويدي، كارل بيكسيليوس، أن "جميع من هم في سن التجنيد معرضون الآن لخطر إجبارهم على ارتكاب جرائم حرب أو المشاركة فيها".
ويعيش بعض الرجال السوريين في وضع قانوني أسهل في السويد بعد أن تم اعتبار رفض الخدمة العسكرية أرضية كافية للحصول على إقامة لجوء سياسي. ونقل التقرير قصة فارس الذي يقيم في مالمو، جنوب السويد، باعتبارها نموذجا لما يعانيه سوريو اللجوء والمهاجرون من ابتزاز لجباية المال إلى سفارات النظام السوري في أوروبا وغيرها من الدول، حيث اضطر مئات الآلاف إلى مغادرة مدنهم المدمرة.
ولفتت القناة التلفزيونية السويدية، إلى أن قيمة المبالغ المطالبين بها تزداد لمن يرفضون دفع بدل خدمة الجيش، وتصل إلى "87 ألف كرونه سويدية، أي نحو 10 آلاف دولار أميركي". ويؤكد التقرير صحة المعلومات التي استقصاها "العربي الجديد" قبل نحو 10 أيام أثناء إعداد تحقيق (ينشر لاحقا) من رجال سوريين وفلسطينيين حول أن السفارات السورية في أوروبا تطالب هؤلاء بإحضار مبالغ نقدية (والأفضل بالدولار الأميركي)، وهو ما أكده فارس عن أن "السفارة في استوكهولم تطالب بإحضار المبلغ نقدا وبالدولار الأميركي، إذا يخضع النظام لعقوبات تعيق تحويله الأموال عبر البنوك، وبالتالي ينقلها موظفو السفارات إلى دمشق".
وردّ عضو البرلمان السويدي، والمتحدث باسم السياسة الخارجية في حزب "المعتدلين"، هانز وولمارك، أن ما يجري ليس أكثر من عقاب من النظام السوري ضد شعبه "فهو قام أولا بقصفهم وتدمير مدنهم ودفع الناس إلى المنفى ثم وبكل جرأة يذهب لابتزازهم".