بابتسامة لا تفارق وجهها تقاوم الستينية سمعة العلي، قسوة الحياة في خيمة صغيرة، حيث تعيش وحيدة برفقة ولدها رمضان، المصاب بشلل نصفي، في المخيم الأزرق الواقع على طريق إدلب - معرة مصرين، شمال غربي سورية.
العلي التي هُجّرت من منزلها ومدينتها سراقب في سورية منذ 4 سنوات، توفي زوجها منذ 3 سنوات، وهاجر أولادها الأربعة إلى لبنان، فاجتمعت عليها المصائب تهجير عن الأرض وهجرة الأولاد وإعاقة رمضان وبرد الشتاء وتوقف المساعدات، غير أنها صمدت أمام الشدائد بجسدها النحيل ووجهها الباسم الذي يبدو عليه تضاريس التعب والشقاء كرامة وحباً بابنها رمضان.
تقول العلي لـ"العربي الجديد": "كنت أستلم مساعدة من إحدى المنظمات مبلغ 40 دولاراً كلّ شهر، لكنهم أخبروني في آخر مرة أنها ستتوقف، ليس لدينا أنا وولدي معيل سوى الله بعد هجرة أولادي، كل ما أتمناه اليوم انتهاء الحرب في سورية واجتماعي بأبنائي".
أما رمضان الحسين، فيقول لـ"العربي الجديد": "أصبت بشلل نصفي بسبب الحمى منذ عشرين عاماً، ولا أستطيع التحرك سوى على هذا الكرسي حيث أقضي وقتي طوال النهار، لا شيء يمكن أن أفعله لمساعدة والدتي، فمن يستطيعون المشي هنا ليست لديهم فرص عمل، آمل أن تعود المساعدات الإنسانية فهي تعيلنا رغم قلة قيمتها".
معاناة النازحين في سورية مستمرة
كحال سمعة العلي مئات آلاف النازحين في سورية يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية للغاية ماديا ومعنويا في مخيمات تفتقر لأدنى مستويات الحياة، وما يزيد معاناتهم هو اليأس من تغير الحال فلا فرج قريباً يلوح بالأفق.
يذكر أنه رغم الجهود التي تبذلها المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، في إطار استبدال الخيام بالمسكن الدائم، فإنّها لا تزال ضعيفة، مع وجود أكثر من 500 مخيم عشوائي في المنطقة يسكنها أكثر من 300 ألف شخص، غالب خيامها من صنع النازحين.
وأحصى فريق "منسقو استجابة سورية" جراء العاصفة المطرية الأخيرة أضراراً ضمن أكثر من 22 مخيماً في مناطق متفرقة من الشمال السوري أبرزها مناطق ريف حلب الشمالي، ومناطق من ريف إدلب، ولفت الفريق إلى أن 41 خيمة تضررت بشكل كامل ودخلت مياه الأمطار 57 خيمة أخرى بينما تضررت 56 خيمة جزئياً، وبلغ عدد المتضررين جراء العاصفة 6893 شخصاً.