تعرّض مخيم "الركبان" المحاصر من قبل قوات النظام وروسيا أمس الجمعة، لعاصفتين: غبارية وأخرى مطرية، زادتا من معاناة النازحين، الذين يعانون من ظروف الحصار المستمر منذ أكثر من سنتين، وسط صحراء قاحلة، في المثلث الحدودي السوري - الأردني - العراقي.
وقال مدير شبكة "حصار"، التي تُعنى بالمناطق السورية المحاصرة، مصطفى أبو شمس، لـ"العربي الجديد"، إن العاصفتين أضرتا بخيام النازحين، وضاعفتا معاناتهم المستمرّة، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام وروسيا والمليشيات الموالية لهما، التي ما زالت تشدّد الخناق على المخيم، الذي يقطنه أكثر من سبعة آلاف نسمة.
فيديو وصلني قبل قليل لعاصفة رملية ضريت مخيم الركبان اليوم..
— هادي العبدالله Hadi (@HadiAlabdallah) August 5, 2022
كونواً عوناً لأهلكم يا إخوتي.. انشروا مأساتهم وقهرهم ، لا تملّوا فأهلكم في حال لا يعمله إلا الله pic.twitter.com/MKE5hMb2UC
وأوضح أن معاناة نقص المياه ما زالت مستمرة في المخيم، حيث خفّضت منظمة "يونيسف" مخصصات المخيم من المياه قبل شهرين إلى النصف، تزامناً مع بدء ارتفاع درجة الحرارة، ووصولها إلى مستويات الـ50 درجة.
وأضاف أن المحاصرين نظّموا اليوم وقفة احتجاجية، طالبوا فيها المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمحلية بإيجاد حل جذري لسكان المخيم المحاصر، وأشاروا إلى أن المشكلة أعقد من تأمين بعض الاحتياجات الأساسية.
وأطبقت قوات النظام حصارها على مخيم الركبان منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018 بدعم روسي، وذلك عبر قطع جميع الطرقات المؤدية إليه، ومنذ ذلك الحين، سجّل عدد السكان في الركبان تراجعاً بما يزيد على ثلاثة أرباع قاطنيه، وفي 2019 بلغ ما يقارب 45 ألفاً بعد أن توقّف دخول المساعدات بشكل كامل.
وفي بداية 2020 أغلقت السلطات الأردنية النقطة الطبية الوحيدة المفتوحة على الحدود السورية، بحجة انتشار فيروس كورونا، وحينها عاد كثير من قاطني المخيم إلى مناطق سيطرة النظام بالرغم من عمليات الاعتقال والسوق للخدمة العسكرية.
وفي مطلع مايو/أيار من عام 2022، منعت قوات النظام المهربين من إدخال الأدوية والطعام إلى المخيم، وأخضعت سياراتهم لتفتيش دقيق، وتبع هذه الخطوة تخفيض "يونيسف" حصة المخيّم من المياه إلى النصف، وترك أكثر من سبعة آلاف نسمة يواجهون قساوة الصحراء وحدهم.