أطلق أهالي بلدة معربة في ريف محافظة درعا الشرقي جنوب سورية حملة تبرعات لجمع مبلغ قدره 15 ألف دولار، لإطلاق سراح شابين من البلدة اختطفا من قبل عصابة مسلحة في ريف حمص الغربي وسط البلاد.
وقال "تجمع أحرار حوران" الذي يضم مجموعة من الصحافيين والناشطين الإعلاميين في جنوب سورية، في تقرير صدر عنه أمس السبت، إنّ العصابة تواصلت مع عائلتي المخطوفين، وطالبوا بفدية قدرها 15 ألف دولار، وبعد مفاوضات خفضوا المبلغ لنحو 6 آلاف.
وذكر التجمع أن الخاطفين هددوا بقتل الشابين في حال تأخر عائلتيهما عن تأمين المبلغ، الأمر الذي دفع الأهالي في البلدة لإطلاق حملة تبرع تضامناً مع ذوي الشابين المختطفين، اللذين اختطفا خلال ذهابهما إلى لبنان قبل أيام.
وقال الحقوقي عاصم الزعبي، عضو التجمع تحدث عن تفاصيل عملية الخطف، لـ"العربي الجديد"، إن هناك عصابات بالقرب من مدينة القصير في ريف حمص والمناطق التابعة لها تتبع لـ"حزب الله اللبناني" هي من تقوم بالخطف، وذلك من خلال التنسيق مع المهربين الذين يتبعون أصلاً للفرقة الرابعة أو الأجهزة الأمنية، والهدف مادي بحت، إذ يتم إجبار الشخص على الدفع مرتين، الأولى خلال عملية تهريبه والثانية بعد اختطافه.
وأضاف أن "العملية الأخيرة جرت قبل أيام وبالطريقة نفسها تم الاتصال من الخاطفين بذوي المخطوفين وطلب فدية لقاء عدم قتلهما، وكانت 15 ألف دولار تم تخفيضها لـ 6 آلاف دولار ويتم الآن جمع المبلغ عن طريق التبرعات"، مؤكداً أن "هذه العمليات تكررت، وهناك نقطة لا بد من ذكرها أنه في حال لم يتم الدفع يتم نقل المخطوف لأحد الفروع الأمنية أو لسجن صيدنايا وهناك تتم مضاعفة المبلغ، فمنذ عدة أشهر تم تسجيل حالة لشاب من درعا طُلب من ذويه فدية 5 آلاف دولار، وبعد عدم دفعها تم نقله لسجن صيدنايا ما اضطر أهله لبيع أرض وتم دفع 15 ألف دولار".
وأسباب شيوع هذه العمليات هي الفوضى الأمنية وانتشار العصابات التي ترتبط جميعها بالنظام والمليشيات والهدف منها مادي وهي الطريقة الأسهل للحصول على مبالغ مادية كبيرة، وفق ما يقول الزعبي. وتندرج عمليات الخطف في السويداء تحت السبب نفسه وخاصة جماعة فلحوط مؤخراً والتي تتبع الأمن العسكري، حيث باتت تنفذ عمليات خطف علنية كما جرى في شهبا يوم أمس.
وكان مكتب توثيق الانتهاكات التابع للتجمع، وثّق 6 حالات اختطاف، بينهم 3 نساء وطفل، وذلك في يوليو/ حزيران الماضي، وجرى اختطافهم من قبل مهربين في محافظة حمص خلال محاولة دخولهم الأراضي اللبنانية بطرق غير قانونية، وأفرج عنهم بعد دفع فدية.
وفي سياق متصل، تستمر حالة التوتر في محافظة السويداء، لليوم الثاني على التوالي مع قطع الطريق الواصل بين مدينتي السويداء ودمشق، من قبل الأهالي بعد إقدام مجموعة مسلحة يقودها راجي فلحوط تابعة لشعبة المخابرات العسكرية، على اختطاف مواطنين من أهالي مدينة شهبا في السويداء، ورفضه إطلاق سراحهما. وفق ما أكدت وسائل إعلام محلية اليوم.
ويدعي فلحوط، أنه سلم أحد المخطوفين لشعبة المخابرات العسكرية، الأمر الذي زاد من حالة الغضب وتطور لعصيان، وحمل الأهالي الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري مسؤولية تطور الأوضاع، وجرت عملية الاختطاف يوم أمس السبت.