علّقت وكالة التعاون التقني والتنمية "أكتد"، الخميس، كل أنشطتها في مخيم واشوكاني المُقام بالقرب من بلدة توينة عند المدخل الغربي لمدينة الحسكة شمال شرقي سورية، عقب محاولة نازح إضرام النار بنفسه أمام مقرّ هذه المنظمة غير الحكومية في المخيم.
وأوضحت مصادر من إدارة المخيم لـ"العربي الجديد" أنّ "شاباً حاول مساء أمس الأربعاء إحراق نفسه من خلال رشّ مادة حارقة على جسده، أمام مقرّ وكالة أكتد في داخل المخيم، بسبب عدم حصوله على خيمة له"، مشيرة إلى أنّ "دورية أمنية تابعة لقوى الأمن الداخلي (الأسايش) تدخّلت على الفور وأنقذته قبل وقوع الكارثة". وأكدت أنّ "المنظمة علّقت كل أعمالها في المخيم على خلفية الحادثة".
ولفتت المصادر نفسها إلى أنّ "الوكالة كانت قد أوقفت، أمس الأربعاء، صلاحية بطاقة المساعدات لنحو 60 عائلة في المخيم أفرادها من المضيفين، من بين هؤلاء الشخص الذي حاول إحراق نفسه". ويُطلَق مصطلح "مضيفين" على المقيمين في المخيم من غير الحاصلين على خيم نظراً إلى قلّة عددها، وهؤلاء يُستقبلون في خيم عائلات أخرى إلى حين توسيع المخيم. وبحسب المصادر، فإنّ "قرار الوكالة تعليق أعمالها يأتي من ضمن سياسة الحفاظ على سلامة الموظفين وكادر العمل"، مؤكدة أنّ "ثمّة محاولات من قبل إدارة المخيم لإعادة عملها بشكلٍ فوري وعاجل".
تجدر الإشارة إلى أنّ وكالة التعاون التقني والتنمية "أكتد" هي منظمة دولية غير حكومية تعمل في مناطق مختلفة تسيطر عليها الإدارة الذاتية في شمال شرقي سورية، وتدير بالتعاون مع منظمات أخرى مخيّمات واشوكاني والعريشة وسري كانيه في ريف الحسكة.
ويضمّ مخيم واشوكاني نحو 11 ألف شخص لجأوا إليه على إثر سيطرة "الجيش الوطني" المعارض والقوات التركية الحليفة له على مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2019. ويعيش قاطنو مخيم واشوكاني أوضاعاً إنسانية صعبة نتيجة تردّي الواقع الخدماتي وضعف الإمكانيات المتاحة لإدارة المخيم. كذلك فإنّ القطاع الصحي فيه يحتاج إلى دعم وتعزيز لاستيعاب النازحين المقيمين فيه، الذين يتشاركون دورات المياه والمرافق الخدماتية الأخرى، ما يجعلهم عرضة إلى الإصابة بالأمراض ونقل العدوى.