صعوبات تواجه النازحين في مخيمات الشمال السوري مع انخفاض المساعدات

إدلب

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
14 يناير 2024
خصص النازح أحمد دعبول جزءا من الكرفان التي يعيش فيها بمخيم وطن قرب قرية كفرجالس شمال غربي سورية لتكون بقالة يعيش من خلالها هو وزوجته وطفليه الذي يعاني أحدهما من ضمور في الدماغ.
+ الخط -

تتواصل معاناة النازحين في مخيمات الشمال السوري، في ظل ندرة المساعدات الإنسانية وحاجتهم خلال فصل الشتاء إلى البحث عن التدفئة، فضلاً عن الأمطار التي تغرق الخيم وتفسد الأغطية والفرش.

خصص النازح أحمد دعبول جزءاً من الكرفان الذي يعيش فيه بمخيم وطن قرب قرية كفرجالس شمال غربي سورية ليكون بقالة يعيش من خلالها هو وزوجته وطفلاه اللذين يعاني أحدهما من ضمور في الدماغ.

وضع دعبول كل ما يملك من الأموال لافتتاح هذه البقالة الصغيرة ليعيش من خلالها بدون الحاجة للمساعدات الإنسانية منذ أربع سنوات. ورغم أن تجارته كانت جيدة خلال السنوات السابقة لكنها بدأت بالتراجع منذ سنتين بسبب استدانة جيرانه حوائجهم في المخيم وعدم قدرتهم على دفع ديونهم.

مخيمات الشمال السوري.. معاناة مستمرة

ومع تدهور الأوضاع في المخيم، لم يتبق في بقالة دعبول الصغيرة سوى العلب الفارغة ودفتر الدين. يقول دعبول لـ"العربي الجديد": "لا أستطيع أن أردّ زبونا من جيراني يطلب استدانة بضع بيضات أو علبة مرتديلا للعشاء، حتى وإن كنت أعلم أن رد ثمنهما صعب عليه. ومع استمرار هذا الوضع أصبح محلي فارغاً تماماً وأغلقته، وما فاقم المعاناة طفلي الذي يعاني من ضمور في الدماغ، فهو بحاجة مستمرة للأدوية وجلسات المعالجة الفيزيائية".

ولم تقتصر خسارة دعبول على فقدان رأسماله فحسب، بل وصل الحال إلى تراكم مبلغ عليه لتجار الجملة، وهو ليس الوحيد الذي يعاني هذه الحالة؛ ففي ذات المخيم هناك ست بقالات تم إغلاقها في هذه الفترة.

أما مدير المخيم محمد اصطيف فيقول لـ"العربي الجديد": "إفلاس البائع أحمد دعبول وغيره في المخيم طبيعي في الحالة التي وصلنا إليها، فقد كانت الناس هنا تعتمد على السلة الغذائية، لكننا لم نستلم أية مساعدات منذ ستة أشهر، والآن توقفت تماماً. يخجل الدعبول من مطالبة جيرانه برد ديونهم ولن يحصل شيء حتى وإن طالبهم، فوضع الناس معدم".

وأطلق منسقو استجابة سورية، أمس الأحد، نداء مناشدة عاجلا لتغطية القطاعات الإنسانية في شمال غرب سورية، حيث تتواجد مخيمات النازحين في الشمال السوري، خاصة مع دخول فصل الشتاء، مطالبا بتغطية الحد الأدنى من التمويل الخاص لكل قطاع على النحو التالي: قطاع التعليم بمقدار 24 مليون دولار، قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش بمقدار 32 مليون دولار، قطاع الصحة والتغذية بمقدار 13 مليون دولار،  قطاع المأوى بمقدار 32 مليون دولار، قطاع المياه والإصحاح بمقدار 18 مليون دولار، قطاع الحماية بمقدار 1 مليون دولار، قطاع المواد غير الغذائية بمقدار 9 ملايين دولار. وطلب من كافة المنظمات والهيئات الإنسانية، المساهمة الفعالة في تأمين احتياجات الشتاء للنازحين ضمن المخيمات بشكل عام.

ذات صلة

الصورة
يعتمد الغزيون على المساعدات للعيش (عمر القطان/ فرانس برس)

مجتمع

قرار الأمم المتحدة وقف عملياتها في قطاع غزة قد يكون أشبه بالكارثة في ظل اعتماد الغزيين على المساعدات الشحيحة أصلاً، ليشعر أهالي القطاع بمزيد من التخلي عنهم
الصورة
الحرب والفقر والتلوث يقضي على حياة السوريين (العربي الجديد)

تحقيقات

لا خيارات أمام النازحين في الشمال السوري، إذ تحاصرهم نفايات المصافي النفطية البدائية المعروفة بـ"الحراقات" ويتراكم تأثيرها الملوث في الهواء والماء ليقتلهم
الصورة
أزمة المياه في مخيمات الشمال السوري، يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازحون في مخيمات الشمال السوري أزمة مياه غير مسبوقة، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، بالإضافة إلى توقف دعم مشاريع الإصحاح..
الصورة
الممرضة الفلسطينية رباب حلاوين، يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت الممرضة الفلسطينية رباب حلاوين (28 عاما) مبادرة "بوصلّك لخيمتك"، حيث تقوم بشكل يومي بالذهاب إلى خيام النازحين في دير البلح وتقديم العلاج لهم.
المساهمون