تهدد حوادث الاختطاف والسطو وانتشار العصابات على طريق دمشق السويداء، حياة الأهالي، رغم انتشار الحواجز الأمنية لجيش النظام، والأفرع الأمنية، والفرقة الرابعة، وفصيل ما يسمى "الدفاع الوطني"، ودوريات الجمارك على امتداد الطريق البالغ طوله حوالي 90 كم.
ويعتبر طريق دمشق السويداء هو الطريق الحيوي والشريان الرئيسي الذي يصل محافظة السويداء بدمشق وباقي المحافظات السورية، حيث تبقى الطرق نحو درعا فرعية.
ويرى الناشط المدني ساري الحمد أن العابرين لهذا الطريق من مواطنين عاديين وتجار ومسافرين تم استنزافهم قبل ظهور العصابات من خلال الحواجز الأمنية وبعد ظهور العصابات، منتقدا انتشار المساكن الدائمة للعناصر الأمنية الممتدة حواجزها على طول الطريق، والتي "ساهمت في تخريب اقتصاد المحافظة، ورفع الأسعار إلى الضعف، ولم يسلم منهم أحد"، مؤكداً أن عمليات الخطف التي استهدفت ثلاثة شبان خلال الأسبوع الماضي كانت بالقرب من حاجز للأمن العسكري، ومخفر قرية براق.
تكرر حوادث السرقة والاختطاف
وتعتمد المحافظة الفقيرة بغالبية الموارد الرئيسية من الغذاء والمحروقات والتجارة على دمشق، وهي إحدى نقاط الضعف التي يعلمها الجميع بخصوص عدم التخلي عن المركز.
ومع تمدد عصابات الخطف والسرقة في السويداء؛ شهد الطريق طوال سنوات سيطرة شبه كاملة عليه، جعلت أي قادم أو مغادر من خارج المحافظة عرضة للخطف والسلب، وأحيانا القتل، ودفع عدد كبير من السوريين أثماناً باهظة مقابل حريتهم، وسط دعم كامل لهذه العصابات من الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري. وانعكس ذلك أيضاً على الوضع الاقتصادي وامتناع التجار عن إرسال البضائع بعد السطو على عدد من السيارات المحملة بالبضائع وخطف سائقيها.
وتناولت شبكة الراصد المحلية، في منشور لها الخميس الماضي، اختطاف شابين كانا قد أفرغا حمولة سيارة من الخشب في مدينة دوما بريف دمشق، وانقطع التواصل معهما بين حاجز المسمية ومخفر براق. كما اتبعته بمنشور لاحق، الجمعة، عن وجود مخطوف ثالث فقد في نفس المنطقة.
وأكدت الشبكة أن أهالي الضحايا علموا من عناصر مخفر براق عن إيجاد سيارتين عند أحد الطرق الفرعية تعودان للمخطوفين.
ووفق مصادر الـ"العربي الجديد"، فإن دورية للأمن العسكري هي التي أبلغت مخفر براق بالواقعة، علماً أن الخاطفين تركوا مفاتيح وأوراق السيارتين.
وأكدت المصادر أن المخطوفين "باسل سمير صعب" و"ثامر مروان العفلق"، و"نضال يوسف مدلل" ليسوا معتقلين لدى أي جهة أمنية، وهم غير مطلوبين، ومعتادون على سلوك الطريق بحكم عملهم.
من جانبه، يقول الإعلامي حمزة المعروفي لـ"العربي الجديد" إنه في 30 إبريل/نيسان الفائت تم توثيق خبر اختفاء المواطن "إبراهيم الريشاني" أثناء عودته من جرمانا إلى السويداء. فيما شهد الرابع عشر من يناير/كانون الثاني اختطاف اليافع "أيهم غانم" أثناء توجهه إلى سوق الهال بدمشق، وتبيّن لاحقا اختطافه إلى محافظة درعا، وتم تحريره بعد دفع فدية مالية. في المقابل، تم توثيق نحو عشر حالات خطف داخل المحافظة طاولت مواطنين من خارجها، وخلال الأشهر الأربعة المنصرمة نفذت عصابات مشتركة بين درعا والسويداء 3 عمليات اختطاف.
وأضاف المعروفي أنه قد يكون لذلك انعكاسات سلبية خطيرة، فربما يلجأ ذوو المخطوفين إلى ردة فعل موازية، أو على الأرجح ستقوم عصابات الخطف في المحافظة باستغلال هذه الحوادث لاختطاف مواطنين من خارج المحافظة بذريعة (تحرير المختطفين)، وهذا سيزيد تعقيد الأمور، ما سيشل حركة المرور والتجارة ذهاباً وإياباً بين كل من السويداء من جهة ودمشق وريفها من جهة أخرى، ما سيؤدي في المجمل إلى إضرار بمصالح المواطنين على كافة الصعد، إن كانوا طلاباً في الجامعات، أو تجاراً أو مراجعين لدوائر حكومية خارج المحافظة. إضافة إلى ذلك، سيحدث اختناق اقتصادي يزيد أثقاله على كاهل أهل المحافظة بالدرجة الأولى.