حقائب وأقلام وأدوات مدرسية قدمها طلاب الصف الخامس في أكاديمية قطر، لأطفال اللاجئين الأفغان المقيمين في الدوحة، من أجل مساعدتهم على تجاوز التحديات، ورسم ابتسامة على وجوههم، في تجربة وصفها الطلاب بأنها استثنائية لما تحمله من مشاعر إنسانية.
ونقل بيان صادر عن "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع"، الأحد، عن الطالب محمد بن جاسم آل ثاني (11 سنة): "عندما يكون لدينا الكثير يجب أن نشارك ما نملك مع الآخرين كي نضفي على حياتهم بعض الفرح الذي يقلل من معاناتهم، وخصوصا الأطفال"، مشيرا إلى أنه يؤمن بقيمة العطاء وأهميته في تعزيز المشاعر الإنسانية، "ونحن أمام فرصة لتحقيق ذلك. نساعد الأطفال الذين لا يملكون الكثير بسبب أمور خارجة عن إرادتهم، ونكون إلى جانبهم لمساندتهم في هذه الأوقات الصعبة".
وشارك جميع طلاب الصف الخامس في تجهيز الأدوات المدرسية وتغليفها قبل إرسالها هدايا إلى أطفال اللاجئين الأفغان الذي يوجدون في قطر، وقالت نجلاء بوصفوه، التي شاركت مع زملائها في حملة تقاسم حقائب مليئة بالهدايا والألعاب مع الأطفال الأفغان: "حاولت وضع نفسي مكانهم، وفهم ما يشعرون به، ووجدت أنني سأفرح كثيرًا لو قدم لي أحدهم مثل هذه الهدية".
عندما علم الطالب عبد الله محمد سلطان بالمبادرة قرر أن يساهم في منح الأطفال الأفغان اللاجئين مستلزمات قد تساعدهم على الدراسة، أو العودة إلى المدرسة، وفي نفس الوقت تضفي البهجة على حياتهم، لأنهم يعيشون في ظروف صعبة، وأضاف: "تعلمتُ من هذه التجربة أن مساعدة الآخرين تجلب لنا السعادة والخير، وفي وقت ما، جميعنا قد يحتاج إلى أفراد يقفون إلى جانبنا ويدعموننا".
وبعث طلاب "أكاديمية قطر" رسائل تشجيع ومؤازرة وتضامن لأطفال اللاجئين الأفغان الذين اضطروا إلى الفرار من بلدهم، وكتبت نجلاء بو صوفا في رسالتها: "أتمنى أن تكون قد حظيت بإقامة مريحة في قطر حتى الآن، وآمل بأن تستقر وأن تجد منزلًا يجعلك تشعر بالسعادة والأمان. تذكر دائمًا أن السعادة تأتي من داخلنا، فلو كنت تمتلك أفكارًا سعيدة ستكون شخصًا سعيدًا".
من جانبها، قالت معلمة الصف الخامس في الأكاديمية، حنيفة عزيز الرحمن، إن "التجربة تعتبر منحنى تعليمياً بالنسبة للطلاب، وتبرز جانباً كبيراً من النضج والمسؤولية، وسيكون لها تأثير حقيقي على حياتهم. ربما يقول بعضهم إنهم طلاب في الصف الخامس، ولكن هؤلاء الطلاب يملكون مهارات قيادية عالية، ويعرفون أن آراءهم مهمة، وكان من المدهش رؤية تفانيهم في العمل خلال هذه المبادرة".
وتستضيف قطر مئات اللاجئين الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان منذ سيطرة حركة طالبان في منتصف أغسطس/ آب الماضي، على البلاد، وتوفر لهم الخدمات المعيشية والرعاية الطبية.