احتجّ العشرات من الطلاب المغاربة الذين كانوا يتابعون دراستهم الجامعية في أوكرانيا قبل الغزو الروسي، مع ذويهم، اليوم الجمعة، أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في الرباط، للمطالبة بتسريع دمجهم في الجامعات المغربية "من دون قيد"، لا سيّما أنّ من بين هؤلاء من تفصله أشهر معدودة عن تخرّجه.
وكشف المحتجون عن أنّهم لم يتلقّوا حتّى الساعة أيّ جواب من وزارة التعليم العالي حول مصير مئات عادوا إلى المغرب بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/ شباط الماضي.
وطالب الطلاب المحتجون الحكومة المغربية بتوضيح أكبر بخصوص الخيارات المتعددة التي تدرسها لإنقاذ عامهم الجامعي، بحسب ما أعلن الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، في 10 مارس/ آذار الجاري. كذلك طالبوا بفتح حوار مع الطلاب وذويهم وإبلاغهم بأيّ جديد حول الموضوع.
ومن بين الخيارات التي كان قد تحدّث عنها بايتاس فتح حوار مع بلدان قريبة من أوكرانيا في ما يخصّ الطلاب الذين يرغبون في متابعة دراستهم في مجال جغرافي قريب من ذلك الذي كانوا يقيمون فيه. كذلك، أفاد المسؤول المغربي بأنّه سوف يُصار إلى دراسة مدى ملاءمة المضامين البيداغوجية (التربوية) في أفق التحاق هؤلاء الطلاب بالكليات.
تجدر الإشارة إلى أنّ آلاف الطلاب المغاربة الذين تابعوا دراستهم الجامعية في أوكرانيا قبل الحرب الروسية الأوكرانية، يواجهون وضعاً غامضاً على صعيد مستقبلهم الدراسي الذي صار في مهبّ الريح. وتُعَدّ جالية الطلاب المغاربة الثانية الأكبر بين الأجانب الذين يدرسون في جامعات ومعاهد أوكرانيا بعد الطلاب الهنود، وتضم نحو 9000 يدرسون الطب والصيدلة والهندسة والدراسات الدبلوماسية، بحسب ما أوضحت السفيرة الأوكرانية في المغرب أوكسانا فاسيليفا.
وفي السنوات الأخيرة، تحوّلت الجامعات الأوكرانية إلى وجهة مفضلة للطلاب المغاربة الذين يرغبون في متابعة دراستهم الجامعية مستفيدين من التسهيلات التي تقدمها لهم لدخول كليات مميزة مثل الطب والصيدلة والهندسة، وهو ما يتطلب الحصول على مجموع درجات عالية في الشهادة الثانوية لتحقيق هذا الأمر، وكذلك من انخفاض كلفة العيش في أوكرانيا مقارنة بدول أوروبية أخرى.
ومع استمرار الحرب منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، لم تقدّم الجامعات والمعاهد الأوكرانية أيّ معلومات أو توصيات لطلابها الأجانب حول مصير دراستهم، في حين تحدّث عدد من الطلاب عن أنّ الأعمال العسكرية ألحقت أضراراً كبيرة بجامعاتهم، ما يعني احتمال احتراق وثائقهم أو ضياعها، وزيادة الغموض حول مصير السنوات الدراسية التي أمضوها في الجامعات الأوكرانية، واحتمال عودتهم لاستكمال تعليمهم أم لا، الأمر الذي يضاعف معاناتهم ومخاوفهم على مستقبلهم بعدما رهنوا حياتهم وحياة عائلاتهم وممتلكاتهم لمتابعة دراستهم في تلك الجامعات والمعاهد.
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في المغرب قد استحدثت أخيراً منصّة رقمية لمحاولة وضع قائمة بالطالبات والطلاب العائدين من أوكرانيا، وتحديد تخصصاتهم ومستوياتهم الجامعية.
ويؤكّد مسؤول في الوزارة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الوزارة سوف تدرس ملفات هؤلاء الطلاب لتسهيل استكمال دراستهم في الجامعات المغربية بكلّ التخصصات، ما يعني أنّها لن تتخلى عنهم، وسوف تسخّر كلّ الوسائل لدعم استكمالهم مسارهم الجامعي".