طلاب في جامعة ساسكس البريطانية يتظاهرون بعد تهديدهم بالفصل

29 مايو 2024
طلاب من جامعة ساسكس البريطانية، في 29 مايو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- طلاب جامعة ساسكس البريطانية احتجوا ضد تهديد الجامعة بفصل ألف طالب لتأخرهم في دفع الرسوم الدراسية، ردًا على رسائل تحذيرية تطالب بتسديد الديون قبل نهاية مايو 2024.
- الأزمة تبرز تأثير الصعوبات المالية العالمية على الطلاب الدوليين، مع تدهور قيمة عملات بلدان مثل نيجيريا وإيران، ودعوات للجامعة بتبني نهج أكثر تفهمًا ودعمًا.
- جامعة ساسكس أكدت أنه لن يتم فصل أي طالب بسبب ديون الرسوم الدراسية وأن الطلاب لن يُطردوا من السكن الجامعي، محاولةً طمأنة الطلاب والتعامل مع الأزمة المالية.

تظاهر العشرات من الطلاب صباح اليوم الأربعاء، أمام مبنى الإدارة في جامعة ساسكس البريطانية في أعقاب تهديدها بفصل قرابة ألف طالب من الدراسة بسبب تأخرهم في استكمال دفع رسوم القسط السنوي، في وقت يطالب اتحاد الطلاب بتعامل مختلف مع هذه الأزمة.

تعود القضية إلى الشهر الماضي، عندما أرسلت جامعة ساسكس رسالة يوم 15 إبريل/نيسان عبر البريد الإلكتروني إلى أكثر من ألف طالب لديهم ديون غير مسددة من رسوم الدراسة، تخبرهم بأنه يجب تسديد ديونهم بحلول 31 مايو/أيّار 2024، وتهدد باتخاذ إجراءات لطردهم بشكل دائم إذا لم يتم دفع هذه الرسوم.

وجاء في الرسالة الواردة من البروفيسور كيت أوريوردان، نائب رئيس الجامعة: "سيحتاج الطلاب الذين يتوقعون التخرج في يوليو/تموز 2024 أو يناير/كانون الثاني 2025 إلى تسوية ديون الرسوم الدراسية قبل التخرج. لن يتمكن الطلاب الذين يتوقعون العودة في العام الدراسي المقبل من إعادة التسجيل مع ديون الرسوم الدراسية المستحقة".

قبل هذه الرسالة، منعت الجامعة مئات الطلاب من الوصول إلى خدمات المكتبة وتكنولوجيا المعلومات. وبحسب بيان نقابة الطلاب في الجامعة، فإن العديد من الذين يواجهون صعوبات مالية هم طلاب دوليون يدرسون في المملكة المتحدة، وهم ضمن تأشيرات مرتبطة بوضعهم بصفتهم طلاباً، وفي حال فصلهم من دراستهم، يمكن أن يواجهوا الإبعاد من المملكة المتحدة.

جامعة ساسكس البريطانية: إجراءات عقابية

تأتي هذه الإجراءات العقابية على خلفية الأزمات المالية حول العالم، إذ إن أكثر المجموعات المتضررة هي الطلاب من نيجيريا وإيران ودول أخرى في الجنوب العالمي، والتي تشهد فيها هذه البلدان تضخمًا قياسيًا وتدهورًا في العمل، إذ قد تكون مدخرات الطالب من نيجيريا الذي جاء للدراسة في المملكة المتحدة في بداية هذا العام الدراسي تساوي أقل من 25 بالمائة من قيمتها قبل عام.

بينما تمكنت معظم الجامعات من وضع تدابير تخفيفية بما في ذلك ترتيب خطط سداد مع طلابها، يبدو أن جامعة ساسكس بحسب ما تقوله نقابة الطلاب في بيان "تتبع النهج العدائي الذي اتبعته جامعة تيسايد في وقت سابق من هذا الشهر". يقول ريكو كونيسوي، مسؤول الطلاب الدوليين في نقابة طلاب جامعة ساسكس بحسب البيان: "من الصعب بشكل متزايد الوصول إلى التعليم العالي للعديد من الشباب. الطلاب الدوليون وأولئك الذين يأتون من خلفيات محرومة هم في الطرف الحاد من هذه السوقية في التعليم. يتعرض العديد من الطلاب الدوليين، على سبيل المثال، للأزمات الاقتصادية في البلدان الأصلية والانخفاض الشديد في قيمة عملاتهم، مما يؤثر على دفع الرسوم الدراسية والإيجارات الباهظة بالفعل".

وأضاف: "خلال مناقشاتنا مع الجامعة، قُدمت استجابة غير كافية في ما يتعلق بدعم هؤلاء الطلاب الدوليين. يجب على الجامعة اتخاذ خطوات لتخفيف الضغوط المالية عن جميع الطلاب (خاصة الطلاب الدوليين)، عندما تهدف إلى "تقليل عدم المساواة والاحتفال بالتنوع" كمؤسسة. ناهيك بأن الطلاب تحت ضغط هائل من الخوف والتوتر في هذا اللحظة، حيث يتعين عليهم التوفيق بين التقييمات والوظائف المتعددة والمسؤوليات العائلية، يجب على الجامعة تمديد الموعد النهائي للدفع فورًا".

بدوره، قال طالب من نيجيريا مهدد بالفصل عن الدراسة وفق ما نقله البيان نفسه: "ليست لدينا نية لعدم الدفع، نحن على استعداد للوفاء بالتزاماتنا، لكننا نطالب الجامعة بمنحنا بعض الوقت. منذ أن تضاعف سعر الصرف ثلاث مرات، أصبح دخلي الشهري البالغ 800 جنيه إسترليني بالكاد يكفي لتغطية الإيجار الأسبوعي البالغ 182 جنيهًا إسترلينيًا، مما يجعلني أعاني للبقاء بصفتي طالباً في برايتون". وأضاف: "جميع الطلاب يعانون من سوء الصحة العقلية والجسدية؛ لم نتمكن من تقديم أفضل ما لدينا في الأكاديميات بسبب الضغط. جميع مدخراتنا وتضحياتنا للمجيء إلى هنا ستذهب سدى إذا لم تستجب الجامعة لطلبنا". وفقاً لما نقله عنه البيان.

أمّا نائب رئيس التعليم العالي في الاتحاد الوطني العام للطلاب كلوي فيلد، فقد علّق قائلًا: "النهج الذي تتبعه جامعة ساسكس صادم. يواجه الطلاب الدوليون بالفعل بعض أكبر التحديات في نظام التعليم العالي لدينا، والتهديد بالترحيل المحتمل فوق ذلك غير مقبول. الجامعات دائمًا ما تكون حريصة على إلقاء اللوم والإشارة (بشكل صحيح) إلى أننا بحاجة إلى تمويل وتشريعات مناسبة من الحكومة - لكننا نرى في كثير من الأحيان مؤسسات مثل ساسكس تتبع النهج الأكثر عقابية وغير عادل. يجب على جامعة ساسكس تقديم وضوح لهؤلاء الطلاب، وتمديد مواعيد الدفع، والتفاعل بشكل صحيح مع مجتمع الجامعة".

بدورها، قالت الجامعة في بيان أمس الثلاثاء: "لن يتم استبعاد أي طالب من مقرراته الدراسية بسبب عدم سداد الديون". كما طمأنت الطلاب بأنهم لن يتم إخراجهم من السكن الجامعي هذا العام الدراسي بسبب الديون. يُذكر أن بعض الطلاب النيجيريين في جامعة تيسايد الأسبوع الماضي، تحدثوا عن طردهم من دراستهم وأمروا بمغادرة المملكة المتحدة عندما تخلفوا عن سداد المدفوعات.

المساهمون