تقدمت عضو مجلس النواب المصري عن "الحزب الديمقراطي الاجتماعي"، مها عبد الناصر، الثلاثاء، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء، ووزراء السياحة والآثار، والنقل، والتنمية المحلية، والإسكان والمرافق، حول مخططات محافظة القاهرة بشأن هدم مقابر السيدة نفيسة والإمام الشافعي التاريخية.
وقالت عبد الناصر في طلبها، إن محافظة القاهرة أعلنت إزالة ما يقارب 2700 مدفن بالقرب من ميدان السيدة عائشة، وإزالة بعض المقابر من "ترب المماليك" الشهيرة نتيجة أعمال توسعة طريق صلاح سالم الرئيسي، وأن العديد من المواطنين أرسلوا استغاثات متكررة إلى مجلس الوزراء من دون جدوى، بشأن إخطارهم بسرعة نقل رفات ذويهم من مقابر الإمام الشافعي ومقابر السيدة نفيسة.
واستنكرت عبد الناصر التساهل مع إجراءات هدم المقابر ذات الطابع التاريخي، والمتضمنة مدافن شخصيات مهمة، والتي تستلزم تطويرها، والمحافظة عليها وليس هدمها، أسوة بتطوير طريق الكباش في محافظة الأقصر، وغيره من المناطق السياحية.
وتابعت أنه من غير المقبول إزالة الرفات من مقابر ذات طابع مميز، ودُفنت فيها شخصيات مثل الملكة فريدة زوجة ملك مصر الراحل فاروق الأولى، وأمير الشعراء، أحمد شوقي، مشيرة إلى أن "الحكومة لن تتحمل تكلفة نقل الرفات، بل ذوو المتوفين، كما ورد في استغاثات الأهالي، فكيف تريد مصر جذب المزيد من السائحين وهي تهدر أجزاء هامة من التراث بدعوى أنها ليست مسجلة ضمن التراث الأثري".
وتشرع الحكومة المصرية خلال أيام، في إزالة أجزاء واسعة من المقابر في منطقة الإمام الشافعي التاريخية، لإقامة جسر جديد ضمن أعمال تطوير منطقة الفسطاط التاريخية، مع إخطار الأهالي بتخصيص مكان آخر لنقل الرفات إليه في مدينة 15 مايو، في أقصى جنوبي القاهرة.
وأثار قرار هدم المقابر حالة من الغضب الشعبي، لا سيما وأن المحافظة أعلنت إزالة 47 عقاراً في ميدان السيدة عائشة، في تكرار لما حدث مع "مقابر الغفير" عند تنفيذ "محور الفردوس" الرابط بين منطقة وسط القاهرة، ومناطق مدينة نصر والتجمع الخامس، في إطار مخطط تسهيل حركة الوصول إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
وشهدت مصر العام الماضي، هدم جزء من المقابر في منطقة "جبانة المماليك"، والتي تضم مقابر تاريخية، وآثارا إسلامية تعود إلى نحو خمسة قرون، ومنها مقابر مصنفة كتراث عالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، ضمن مخططات حكومية لتوسعة شبكات الطرقات لربط مناطق القاهرة بالعاصمة الجديدة.