كشف انخفاض منسوب مياه سدّ الموصل في شمال العراق، مؤخراً، عن ظهور معالم إيزيدية طمرتها المياه قرابة 38 عاماً، بعدما شهدت الأعوام الماضية موجة جفاف شديدة وشحّاً في التساقطات المطرية.
أما بخصوص بقايا المزار الديني فتعد هذه المرة الثانية التي تظهر فيها، فقد ظهر أيضاً في عام 2018 عندما انخفض منسوب المياه، لكن الفرق أنه في المرة الأولى كان على هيئته القديمة والآن لم يتبق منه سوى بعض الأحجار.
في حين أن المقبرة يتجاوز عمرها الألف عام وتحتوي على أكثر من 1000 قبر، لكن ما ظهر منها حتى الآن حوالى 400 قبر فقط، وهنالك قسم منها لم يتبق لها أي أثر واندثرت معالم القبور.
وتعود قبور هذه المقبرة لسكان أربع قرى إيزيدية، وهي خانكي والربيبية وخيرافا والزينيات، وهذه القرى واقعة على ضفاف بحيرة سد الموصل.
اعتاد الناس على زيارة المقبرة والضريح الإيزيدي الذي يدعى مزار الشيخ بازيد سنوياً في شهر مايو/أيار بمناسبة دينية تدعى "الطواف" يطوفون حول المزار ويزورون قبور موتاهم ويعدون الطعام أيضاً.
ويعدّ الشيخ بازيد شخصية دينية إيزيدية، جاء إلى شمال العراق في حوالي سنة 1000 ميلادي وأصبح لفترة من الزمن المرجع الديني الأعلى للإيزيديين أو كما يسمى الآن "بابا شيخ الإيزيديين".
يذكر أن مياه بحيرة سد الموصل قد غمرت أكثر من 75 قرية تحت المياه عند إنشاء السد في عام 1985، من ضمنها هذه المعالم الإيزيدية.
وكان سد الموصل قد أنشئ على نهر دجلة في عام 1985 بسعة تخزينية تتراوح بين 6 إلى 11 مليار متر مكعب، وبحسب المعلومات فإن 30% من سعته التخزينية قد انخفضت.
ويعود الانخفاض الكبير بمياه السد إلى قلة التساقطات المطرية خلال الأربع سنوات الماضية، فضلاً عن قلة الإطلاقات المائية من قبل تركيا والذي ينذر بمخاطر كبيرة.
تبلغ مساحة بحيرة سد الموصل نحو 380 كلم مربع، ويعمل على توليد الطاقة الكهرومائية وتوفير المياه للري في اتجاه مجرى النهر ويوفر الكهرباء لـ 1.7 مليون من سكان الموصل.