استمع إلى الملخص
أصبح إقليم كردستان شمالي العراق، الذي يضم مدن أربيل والسليمانية ودهوك، وجهة مفضلة للعائلات العربية الباحثة عن الاستقرار بعيداً عن مشكلات بلدانها، حيث يمكن سماع لهجات عربية متنوعة.
- **استقرار وأمان في إقليم كردستان**
يتميز الإقليم بتنوع سكانه واستقراره الأمني والاقتصادي، مما جذب العائلات العربية وخلق حركة عقارية وتجارية نشطة، وساهمت البنى التحتية المتقدمة في جذب كفاءات عربية في مجالات الطب والسياحة العلاجية.
- **مزايا الحياة في إقليم كردستان**
يتمتع الإقليم بتنوع ثقافي وجغرافي، واقتصاد يعتمد على النفط، وحقق قطاع العقارات مكاسب كبيرة، بالإضافة إلى الاستثمارات الناجحة في الصحة والسياحة والفنادق، مما جعله وجهة مفضلة للعائلات العربية.
يؤكد تعدد اللهجات العربية في إقليم كردستان شمالي العراق أن هذا الجزء من الدولة العراقية الذي يضم مدن أربيل والسليمانية ودهوك، تحوّل إلى مركز جذب للعائلات العربية التي تبحث عن الاستقرار بعيداً عن مشكلات بلدانها.
ويمكن سماع لهجات سورية ومصرية ويمنية ولبنانية وسودانية بكثرة في مراكز التسوق والحدائق وأماكن كثيرة، ما يعكس الطمأنينة التي يشعر بها زوار المدن العراقية الثلاث.
وفي السنوات الأخيرة قدِم سوريون ويمنيون ولبنانيون للعيش في إقليم كردستان إثر تشديد تركيا إجراءات منح الإقامة، كما عمل مصريون وإيرانيون في قطاعات مختلفة.
يقع إقليم كردستان، ومركزه أربيل، في شمال العراق، وتحدّه تركيا من الشمال وإيران من الشرق وسورية من الغرب، وتأسس في مارس/ آذار 1970 بعد توقيع معاهدة الحكم الذاتي بين الحكومة العراقية والمعارضة الكردية بعد سنوات من الصراع.
ورغم أن سكان إقليم كردستان من قوميات وأديان مختلفة لكن غالبيتهم من الأكراد المسلمين الذين نجحوا إلى حدّ كبير في جعل الإقليم مستقراً أمنياً واقتصادياً.
يقول المتخصص في العقارات فوزي ريكاني لـ"العربي الجديد": "خلقت العائلات العربية حركة عقارية وتجارية داخل مدن الإقليم، والسر في إقبال المواطنين العرب على السكن في إقليم كردستان هو الاستقرار الأمني، وتوفر فرص العمل، وسهولة الانخراط والتواصل مع المجتمع الكردي، وتطبيق شروط بسيطة للحصول على إقامة".
وتوصف منطقة كردستان بأنها "مصيف العراق"، ويخلق هذا الأمر فرصاً لباحثين كثيرين عن عمل في قطاعات عدة، ويجعل المدن الكردية الثلاث تستوعب أعداداً كبيرة للعمل والإقامة. ويبلغ عدد الوافدين نحو 250 ألفاً مقابل سكن ستة ملايين شخص في الإقليم، بحسب البيانات الحكومية.
يقول فرهاد عبد الستار، وهو مدير شركة سياحية في السليمانية، لـ"العربي الجديد": "يشغل الوافدون العرب وظائف مختلفة في الإقليم، وتوفر الحركة السياحية فرصاً لهم". ويؤكد لـ"العربي الجديد": "دفعت البنى التحتية المتقدمة في الإقليم كفاءات عربية إلى الاستقرار في مدنه، ومنهم أطباء ذوو تخصصات مختلفة وكفاءات في مجالات أخرى، ما أدى إلى تطور السياحة العلاجية".
ويقول الباحث في الشأن التراثي الكردي إبراهيم الدوسكي، لـ"العربي الجديد": "جعلت ميزات عدة الإقليم مستقراً للوافدين، أبرزها التنوّع الثقافي والجغرافي إذ يقع في منطقة جبلية ذات مناخ معتدل صيفاً نسبياً مقارنة بباقي مناطق العراق، مع فصول شتاء باردة وممطرة، ويحتوي عدداً كبيراً من المواقع السياحية الطبيعية".
ويلفت إلى تنوع المجتمع في الإقليم الذي يضم قوميات وديانات ولغات ولهجات مختلفة، ما جعل السكان يعتادون تقبل الآخرين المختلفين، وهو ما ساعد الغرباء على الاندماج، مشيراً إلى "أهمية سيادة القانون في الإقليم الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع دول ومنظمات دولية عدة، وامتلاكه قوة اقتصادية. ويُشعر ذلك المقيمين بالأمان".
ويعتمد اقتصاد الإقليم على النفط بشكل كبير، في حين حقق قطاع العقارات مكاسب خلال السنوات السابقة، وشملت الاستثمارات الناجحة الصحة والسياحة والفنادق والطب، كما يستقطب الإقليم عدداً كبيراً من السياح غالبيتهم محليون من محافظات الوسط والجنوب.
ويشكل الاستقطاب السياحي على مدار العام، واستيعاب عمال وموظفين جدد، والاستقرار الأمني، حوافز لقدوم العائلات العربية للإقامة في الإقليم، بحسب ما يقول لـ"العربي الجديد" يوسف عبد الحميد، وهو مصري قدِم منذ أكثر من عام إلى أربيل بعدما حصل على عمل في شركة متخصصة في التكييف.
ويرى عبد الحميد (37 سنة) الذي جلب زوجته وطفليه إلى أربيل قبل ستة أشهر، أن "المجتمع العراقي يتقبل الوافدين من بلدان مختلفة، وكنت عملت في بغداد فترة أقل من عام ثم رأيت أن كردستان أفضل بكثير من بقية مناطق العراق التي زرت عدداً منها، واخترت الاستقرار فيها كونها تتميز بتطور كبير وخدمات جيدة وبيئة مثالية للإقامة".
ويخبر مهندس الديكور السوري سليم شاهين الذي تنقل مع أسرته بين دول عدة بحثاً عن الاستقرار بعدما غادر بلده عام 2012، أن استقراره في مدينة السليمانية التي وصل إليها قبل عامين قادماً من تركيا حيث أقام خمسة أعوام، خيار جيد، ويقول لـ"العربي الجديد": "اندمجت سريعاً في المجتمع، وأتقاضى مع زوجتي مرتبات جيدة، وليست تكاليف عيشنا مرتفعة مقارنة بالأجور التي نتقاضاها. ويدرس أولادي الثلاثة في مدارس حكومية. لا نشعر أننا غرباء هنا، وهذا يسعدنا".