عاصفة ترابية تخلّف 3 وفيات ومئات حالات الاختناق شرقي سورية

16 مايو 2022
مئات حالات ضيق التنفس والاختناق (العربي الجديد)
+ الخط -

خلّفت عاصفة ترابية، ضربت المناطق الواقعة شمال وشرقي سورية منذ يوم أمس الأحد، 3 وفيات بينها طفل، وإصابة المئات بحالات اختناق، إضافة إلى تضرر مخيمات للنازحين وشبكات الكهرباء والاتصالات، في محافظتي دير الزور والحسكة، وأجزاء من البادية السورية والمناطق المفتوحة الواقعة شمال وشمال شرقي البلاد.

وأكد مدير الهيئة العامة لـ"مستشفى الأسد" في دير الزور، مأمون حيزة، في تصريحات صحافية، وصول حالتي وفاة لرجل وابنه إلى المستشفى مساء الأحد، نتيجة إصابات في الرأس ومختلف أنحاء الجسم إثر سقوط جدار أحد الأبنية في حي الجورة بفعل الرياح الشديدة والعاصفة الغبارية التي تضرب دير الزور.

الغبار غطّى كل شيء في دير الزور، وحجب الرؤية وتسببت الرياح القوية في انهيار جدران وسقوط أشجار، كما أدت إلى اقتلاع عشرات الخيام

من جانبه، قال مدير الصحة في محافظة دير الزور، بشار الشعيبي: إنّ مئات الحالات توافدت إلى مجمع المستشفيات بدير الزور جراء ضيق في التنفس والاختناق، نتيجة العاصفة الغبارية التي تتعرض لها المحافظة.

وأشار إلى أن الكوادر الطبية والصحية تعمل بأقصى طاقتها، لتقديم الخدمات الإسعافية للمرضى الذين يتوجهون إلى المشافي.

عاصفة غبارية شرقي سورية (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

من جهته، أوضح الناشط عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد"، وفاة نازح يقيم في مدرسة المستريحة بقرية الحريجية، بريف دير الزور اختناقاً، ليكون ثالث حالة وفاة، ولم تتمكن الفرق من إيصاله إلى المستشفى، لافتاً إلى أن تأثير العاصفة الغبارية الأكبر كان على المصابين بأمراض تنفسية وخاصة مرضى الربو.

وأضاف: "الغبار غطّى كل شيء في دير الزور، وحجب الرؤية وتسببت الرياح القوية في انهيار جدران وسقوط أشجار، كما أدت إلى اقتلاع عشرات الخيام منها في مخيمات أبو خشب والمقبرة في ريف المحافظة".

عاصفة غبارية شرقي سورية (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وفي السياق، صرح مدير عام الهيئة العامة للمستشفى الوطني بالقامشلي، عمر العاكوب، لوكالة "سانا"، بأن الحالات الإسعافية التي وصلت إلى المستشفى مساء أمس وصباح اليوم قدرت بـ 120 حالة، شملت نوبات الربو وضيق التنفس، وتم تقديم الأدوية والعلاجات اللازمة لجميع هذه الحالات وغادر أغلبهم المستشفى.

عاصفة غبارية شرقي سورية (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وقال جاسم المحمد، وهو مدني من سكان قرية أبو النيل في ريف مدينة دير الزور لـ"العربي الجديد": "اعتقدنا بأن العاصفة الغبارية اعتيادية وأنها لن تدوم طويلاً، لكننا فوجئنا بأنها كانت عنيفة واقتلعت الأشجار وأسقطت جدراناً واقتلعت العديد من الأسطح الحديدية في المنطقة.

وأضاف أن العاصفة فرضت حظر تجول، ومن اضطر للخروج من المنزل كان يرتدي كمامة طبية لصعوبة التنفس في الخارج.

وأشار إلى أن الأشخاص الذين لا يملكون كمامات طبية بللوا أقمشة بالماء، ووضعوها على أنوفهم وأفواههم، لافتاً إلى أن الأهالي منعوا أطفالهم من اللعب في الخارج، والكثير منهم منعوهم من التوجه إلى المدارس.

عاصفة غبارية شرقي سورية (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

أما أسامة الخلف وهو من مدينة الرقة فقال لـ"العربي الجديد"، إن الخوف الأكبر كان على مرضى الربو والالتهابات التنفسية، إذ شهدت المنطقة العديد من حالات الاختناق، لافتاً إلى أن العائلات لجأت إلى إغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام، وإغلاق مصادر الكهرباء والغاز بشكل كامل خوفاً من الحرائق والتسرّبات.

عاصفة غبارية شرقي سورية (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وحذّرت المديرية العامة للأرصاد الجوية في سورية، الأحد، من اشتداد سرعة الرياح، وقالت على حسابها في "فيسبوك" إن سرعة هبات الرياح ستتجاوز الـ 85 كم /ساعة في المناطق الجنوبية الشرقية والشرقية والوسطى والبادية، بينما تتجاوز سرعة الهبات الـ90 كم/ ساعة في المناطق الشرقية خلال ساعات مساء وليل الأحد.

عاصفة غبارية شرقي سورية (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وأشارت إلى أن تدنياً في مستوى الرؤية الأفقية سيرافق الرياح خلال فترة نشاطها، بسبب الأجواء السديمية المغبرة وتشكل عواصف ترابية في المناطق الشرقية والبادية.

المساهمون