غرق خمسة أشخاص من عائلة واحدة، هما رجلان وامرأة وطفلان، الإثنين، في نهر العاصي بمنطقة جسر الشغور في ريف إدلب شمال غربي سورية. ونفذ بعضهم محاولات فاشلة لإنقاذ بعضهم البعض، قبل أن تصل فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إلى المكان وتنتشل الجثث، كما أوردت في بيان.
وأوضح البيان أن الحادثة وقعت في منطقة حمامات الشيخ عيسى بريف مدينة جسر الشغور، وأن فرق الإنقاذ المائي نقلت الجثامين إلى مستشفى قرية القنية في ريف إدلب.
ووصف سامر عبجي، وهو متطوع في "الخوذ البيضاء"، في حديثه لـ"العربي الجديد" المشهد بأنه "محزن جداً لأن الفاجعة كبيرة بخسارة خمسة مدنيين من عائلة واحدة غرقاً أثناء السباحة، وعدم نجاح محاولات إنقاذ بعضهم البعض في منطقة حمامات الشيخ عيسى".
أضاف: "لا شيء يمكن أن يخفف المصاب الكبير لعائلة الضحايا، ولا يوجد أي كلام لمواساة مصابهم بفقدان أفراد من عائلتهم قصدوا المكان ضمن نزهة عائلية لتمضية لحظات من السعادة، والترويح عن أنفسهم قليلاً من ضغوط الحياة. ونأسف لأن العملية التي نفذناها في مكان الحادث كانت لانتشال جثث بدلاً من إنقاذ أشخاص، فالمنطقة التي غرقوا فيها خطرة جداً، واحتوت على تيارات مائية كانت أقوى وأسرع من تدخلنا".
وأوضح الناشط عدنان الطيب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الغرقى من قرية السكرية في منطقة جسر الشغور، وهم رجل في الستين من العمر وامرأة وطفلان في الـ 12 والـ15 من العمر، إضافة إلى شاب في سن الـ 25. وبدأت الحادثة إثر غرق أحد الطفلين وتدخل الأب لمحاولة إنقاذه، ثم حصلت فاجعة غرق الجميع توالياً لدى محاولة كل منهم إنقاذ بعضهم البعض".
وتحدث المنقذ المتطوع في "الخوذ البيضاء" سامر عبجي لـ"العربي الجديد" عن أن "أسباب الغرق في الغالب هي عدم اتخاذ إجراءات للحفاظ على الأمن والسلامة، والسباحة في منطقة خطرة بلا معرفة طبيعة المسطحات المائية التي تحتوي على أعماق متفاوتة، وغير مرئية. وعموماً، نحن نحذّر دائماً عبر منصات الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، من أن كافة المسطّحات المائية في شمال وشمال غربي سورية غير صالحة للسباحة، وبينها في نهر الفرات وعين الزرقاء بحيرة ميدانكي".
تابع: "في موقع الفاجعة التي حصلت تنتشر عشبة النيل التي لعبت دوراً في غرق الضحايا، كما تتواجد تيارات مائية، لذا يتجنب أهل المنطقة السباحة فيها لأنهم يعرفون أنها خطرة للغاية. وبالنسبة إلى غرق الضحايا لدى محاولة كل منهم انقاذ بعضهم البعض، ننبه دائماً من عدم مساعدة الغريق في حال لم يملك المنقذ خبرة كبيرة، ويملك وسائل إنقاذ مناسبة. ومع الأسف تكررت الحاثة في منطقة شهدت حالات غرق في العامين الأخيرين".
وانتشلت فرق الدفاع المدني السوري منذ مطلع العام الحالي 21 جثة لغرقى في مسطحات مائية شمال غربي سورية، وأنقذت 37 من الغرق.