يتزاحم الفلسطينيون من مزدوجي الجنسية والراغبين في مغادرة قطاع غزة على معبر رفح، أملا في الفرار من ويلات الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث يعد معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع المحاصر نحو العالم.
تجلس الفلسطينيتان عواطف ونيرمين فتحي النقار منذ 14 يوماً أمام المعبر على أمل دخولهما وأبنائهما إلى مصر، حيث تحملان الجنسية المصرية، ولكن من دون جدوى.
تقول نيرمين (26 عاماً) لـ"العربي الجديد" وهي تحتضن طفلتها التي لم يتجاوز عمرها الشهرين بينما يلتف حولها طفلاها الآخران: "دارنا راحت في القصف وما تبقى لنا شيء، وأهلي كلهم دخلوا مصر ضمن الكشوف الأولى لمزدوجي الجنسية الذين سمح لهم بالعبور إلى الجانب الآخر من المعبر"، ورغم محاولتها دخول الصالة الفلسطينية في المعبر لشرح وضعها وتقديم أوراقها لكن دون جدوى، وتم طردها وأطفالها.
تضيف: "14 يوماً ننام في البرد من دون غطاء، نأكل مرة واحدة في اليوم إذا توفر الطعام سواء جبنة أو معلبات لا يوجد ماء أو حمامات ولا خصوصية تماما"، تقولها نرمين مشيرة إلى ابن أختها الطفل الممدد على الأرض"، مضيفة: "أبناء أختي أحدهما مصاب بنزلة معوية ويعاني من ارتفاع درجة الحرارة طوال الليل".
تلتقط أختها عواطف أطراف الحديث قائلة: "نزحنا من غزة يمكن أكثر من 14 مرة، ونجونا من الموت مرتين"، مكررة توصيف حالتها وأختها وأبنائهما بـالـ"معاناة معاناة معاناة، راحت الدار وفي الآخر جينا ع المعبر واترجيناهم يدخلونا دون جدوى"، مضيفة: "البرد شديد خلال الليل، والجانب الفلسطيني رافض التحدث معنا، نحتاج فقط حد من المسؤولين ينظر لنا يسمعنا".
ولا تزال نيرمين وعواطف تنتظران في البرد وأطفالهما، كحال عشرات الفلسطينيين المحتشدين أمام معبر رفح من الجانب الفلسطيني على أمل أن يستجيب المسؤولين لمعاناتهم ويخفف عنهم ويلات الحرب والنزوح وفقدان الأهل.