قرية عراقية منقطعة عن العالم: لا كهرباء أو اتصالات منذ مائة عام

10 نوفمبر 2021
تفتقر قرية السحل لمعظم الخدمات الأساسية (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت وزارة التخطيط العراقية، الأربعاء، عن بدء حملة لإعمار قرية غربي البلاد ضمن محافظة الأنبار وصفتها بأنها "مُنقطعة عن العالم منذ نحو مائة عام"، في إشارة إلى افتقارها لخدمات الكهرباء والاتصالات.

وذكرت وزارة التخطيط العراقية، في بيان لها، أمس الثلاثاء، أنه بناء على تقرير صحافي سلّط الضوء على الواقع الخدمي المتردّي لإحدى القرى العراقية النائية الواقعة على أطراف وادي حوران بمحافظة الأنبار، على بعد 250 كيلومتراً غرب العاصمة بغداد، تعرف باسم قرية (السحل)، وجّه وزير التخطيط خالد بتال النجم، بشمول القرية المذكورة بمشاريع الصندوق الاجتماعي للتنمية، ضمن المرحلة الثانية لمشاريع محافظة الأنبار، كما وجّه أيضاً بإرسال فريق مشترك من الصندوق الاجتماعي للتنمية، والوقوف على احتياجات أبنائها من الخدمات الأساسية، وفي أسرع وقت". 

وتابع البيان أنّ "التقرير كشف عن وجود قرية منقطعة عن العالم منذ حوالي 100 سنة، وأن سكانها البالغ تعدادهم 1200 نسمة، لم يعرفوا الكهرباء ولا الخدمات الأخرى". 

تضمنت المشاريع تزويد السكان بالمياه (أحمد الربيعي/فرانس برس)

ونقل البيان عن المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية عبد الزهرة الهنداوي إشارته إلى أنّ "توجيه وزير التخطيط، بشمول هذه القرية بمشاريع الصندوق الاجتماعي للتنمية، يأتي في إطار خطط الوزارة الرامية إلى معالجة الفجوات التنموية، وبناء رأس المال البشري، والتركيز على المناطق الفقيرة، والاهتمام بالقرى والمناطق الواقعة على الشريط الحدودي للعراق مع دول الجوار، لما عانته هذه المناطق من ظروف حياتية صعبة ومعقدة".

استراتيجية للنهوض بالقرية (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

وأضاف أنّ "مشاريع الصندوق الاجتماعي للتنمية تتضمن القيام بتنفيذ المشاريع الخدمية في مجال توفير الماء والكهرباء والطرق والمدارس، والوحدات الصحية، في القرى والمناطق الأكثر فقراً في العراق، ويتم تحديد أولويات تلك المشاريع وشدة الحاجة لها من قبل أبناء القرى أنفسهم في أسلوب جديد، يعتمد مبدأ المشاركة المجتمعية في التنمية". 

عضو مجلس محافظة الأنبار المنحل محمد الفهداوي، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ الإهمال لا يقتصر على قرية السحل، التي حظيت باهتمام إعلامي خلال الأيام الأخيرة، مؤكداً وجود عشرات القرى الأخرى التي ما زالت تعاني من إهمال كبير تسبب بإفقار سكانها، جميعها لا تتوفر على أي خدمات بما فيها المدارس والخدمات الصحية والطرق المعبّدة، وبعضها لم يعرف الماء بالأنابيب حيث ما زال يعتمد على الآبار ومياه الفرات.

ولفت الفهداوي إلى أنّ القرى الواقعة في المناطق الصحراوية تعاني من نقص كبير في المدارس والخدمات والرعاية الصحية، مذكّراً بأنّ "الحكومات المحلية المتتالية في الأنبار سبق أن خصصت ميزانيات كبيرة لتطويرها لكن من دون تنفيذ". 

وكانت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، قد نشرت، الشهر الماضي، تقريراً تحدث عن معاناة قرية السحل الواقعة في عمق صحراء الأنبار، مؤكداً أنها منقطعة عن العالم منذ قرن ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء ولا خدمات صحية. 

ولفت التقرير إلى أن حياة سكان القرية بدائية ويعتمدون على الرعي والزراعة، موضحاً أنهم يستخدمون مضخة ديزل لسحب الماء من باطن الأرض وخزنه في برك محاطة بالإسمنت واستخدامه للشرب. 

المساهمون