تجدّدت مخاوف سكّان مدن وبلدات ومخيمات منطقة شمال غرب سورية من ارتفاع وتيرة التصعيد في المنطقة ترافقه موجة نزوح، بعد قصف النظام السوري مدينتي إدلب ودارة عزة أمس، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 20 آخرين، فضلا عن تعليق الدوام في مدارس دارة عزة اليوم.
المدّرس عبد الكافي الحمدو أوضح لـ"العربي الجديد" أن المشاكل التي يعانيها الطلاب في المنطقة هي ذاتها منذ 13 عاما، وتتمثل في الانقطاع عن المدارس، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف التحصيل العلمي لديهم، مضيفا أن "القصف المستمر تسبب بإيقاف المدارس لفترات قد تكون قصيرة وقد تمتد، وأي انقطاع عن التعليم للطالب يكون بحاجة إلى مدة مشابهة للعودة إلى التعليم، لذلك نعتقد أن القصف متعمد للقضاء على جيل كامل من الأطفال الذين ولدوا وترعرعوا في الحرب".
بدوره، قال الناشط الإعلامي عدنان الطيب لـ"العربي الجديد" إن التصعيد الذي استهدف، مساء أمس، مدينة إدلب ومدينة دارة عزة والأبزمو في ريف حلب الغربي، كان مفاجئا، حيث استهدف سوقا شعبيا في مدينة إدلب، وتسبب بحالة شلل كاملة داخل المدينة، مشيرا إلى قصف مدينة دارة عزة أيضا ما تسبب في مقتل خمسة أشخاص، وسقوط عدد من الجرحى، إضافة لقصف استهدف بلدة الأبزمو، قائلا "هذا الخوف تسبب بإيقاف المدارس اليوم في مدينة دارة عزة خوفا من استمرار التصعيد".
وتابع الناشط أن "حاليا هناك ترقب لما قد يحدث في المنطقة سواء بريف حلب الغربي أو ضمن مناطق إدلب، والسكان بحالة من التوتر والحياة لا تسير بشكل طبيعي كما كانت في السابق خوفا من تجدد القصف. كما يتخوف الأهالي من إرسال أبنائهم للمدارس، لذلك تم تعليق الدوام ضمن مدارس مدينة دارة عزة".
ووفق تقرير صدر، اليوم الاثنين، عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تسبب القصف على مدينة دارة عزة براجمة صواريخ تابعة للنظام السوري بمقتل خمسة مدنيين بينهم طفل وامرأة، إضافة لدمار كبير في المدينة.
هدى أم سعيد المقيمة في مدينة إدلب أوضحت، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن قصف المدفعية الثقيلة لا يخيف السكّان بقدر الغارات الجوية، وأضافت: "إلى حد كبير تأقلمنا مع خطر قذائف المدفعية، لكننا نخاف خلال ذهاب الأولاد للمدارس أن تسقط عليهم القذائف، نرجو أن يعود الهدوء".
وشهد الشهر الحالي تصعيدا من قوّات النظام السوري على مدن وبلدات شمال غرب سورية، وفق تقرير صدر عن الدفاع المدني السوري مساء أمس الأحد، حيث شنت قوات النظام 48 هجوما على المدنيين في 15 بلدة ومدينة، وتسببت الهجمات بمقتل 9 بينهم 3 أطفال وامرأة، إضافة لإصابة 48 مدنيا بينهم 12 طفلا وامرأة. وقال الدفاع المدني في التقرير إن فريقه، منذ بداية العام الحالي، استجاب لـ126عملية استهداف من قبل قوات النظام السوري وروسيا للمنطقة، تسببت بمقتل 154 شخصاً وجرح 652 آخرين.