أعلن وزير البلدية القطري، عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي، نجاح الوزارة في إعادة تدوير كلّ النفايات التي جُمعت في خلال بطولة كأس العالم 2022 التي جرت في البلاد والاستفادة منها في مجال الطاقة، وذلك في إطار الجهود الخاصة ببطولة نموذجية وصديقة للبيئة.
وقال الوزير القطري، في خلال مشاركته في الجلسة النقاشية الافتتاحية للكونغرس العالمي الثاني للهندسة والتكنولوجيا الذي انطلق اليوم الأحد في جامعة قطر، إنّ الوزارة ساهمت بفعالية في تحقيق الهدف الذي رسمته الدولة في تنظيم بطولة صديقة للبيئة، وحقّقت إنجازاً كبيراً في تدوير النفايات ومعالجتها. وأكّد أنّ مونديال قطر 2022 هو الأوّل في تاريخ البطولة الذي يُصار فيه إلى إعادة تدوير النفايات الناتجة عنه بنسبة 100 في المائة وتحويلها إلى طاقة.
وتطرّق كذلك إلى المبادرات والإنجازات التي حقّقتها الوزارة كذلك، من بينها اعتماد كلّ بلديات دولة قطر الثماني كمدن صحية من قبل منظمة الصحة العالمية، وانضمام المدن القطرية إلى شبكة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، والنجاح في مبادرة غرس مليون شجرة، وزيادة نسبة المسطّحات الخضراء التي تضاعفت 10 مرّات ما بين عامَي 2010 و2022، إلى جانب زيادة عدد موانئ الصيد والأسواق المركزية، وغيرها من الإنجازات التي شملت مختلف القطاعات التي تدخل في نطاق اختصاصات وزارة البلدية.
وتناول وزير البلدية القطري في مداخلته مساهمة الوزارة في التوجّه نحو بنية تحتية متكاملة تساهم في تحقيق متطلبات التنمية على المستوى الوطني، وتعزّز قطاع الأمن الغذائي، وتحوّل مدن الدولة إلى مدن ذكية، وتعمل على زيادة كفاءة التحوّل الرقمي وأتمتة الإجراءات بين قطاعات الوزارة والجهات ذات الصلة.
وأكّد أنّ وزارة البلدية تعمل دائماً بهدف تحويل التحديات إلى فرص لتجاوز أيّ أزمة وتحقيق الإنجازات المطلوبة، وهو ما حدث مع الأمن الغذائي. وأوضح أنّه "على الرغم من أنّ دولة قطر ليست من الدول الزراعية والمنتجة للسلع والمواد الغذائية نظراً إلى طبيعتها الصحراوية وندرة المياه، إلا أنّها وبالتعاون مع شركائها من الجهات الحكومية والقطاع الخاص نجحت في تحويل هذا التحدي إلى فرصة لتعزيز استراتيجية الأمن الغذائي، وتحقيق نسب عالية من الاكتفاء الذاتي في كثير من المنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية وغيرها".
وفي سياق متصل، قال وزير البلدية القطري إنّ وزارة البلدية تهدف من خلال استراتيجيتها المستقبلية إلى المساهمة في توفير بيئة حياة مستدامة وعالية المستوى لسكان الدولة، من خلال إيجاد خطط عمرانية تتماشى مع الحياة العصرية وتتوافق مع البيئة القطرية وتساهم في بناء بنية تحتية متميّزة تخدم تطلعات ومشاريع القطاعات الأخرى في الدولة، وبالتالي جذب الاستثمارات المختلفة لتلك القطاعات.
ولفت إلى مساهمة الوزارة في إنجاز مشاريع ودراسات فنية عديدة تتعلق بقطاع التخطيط العمراني، من بينها الخطة العمرانية الشاملة لدولة قطر، والمراكز العمرانية، والخرائط الجيولوجية لدولة قطر (المرحلة الأولى)، ودراسات السيول والدحول، ومشروع إدارة المناطق الساحلية.
وبيّن أنّ سياسات وآليات العمل الموضوعة من خلال الخطط العمرانية تهدف إلى توفير الدعم اللازم للقطاع الخاص والشركات الصغيرة، إذ توفّر الوزارة "الأراضي الضرورية لتشجيع قطاع الصناعة والتجارة والزراعة والخدمات في مختلف المجالات".
وتطرّق إلى التعاون المثمر بين وزارة البلدية وجامعة قطر في مجال الاستفادة من البحوث والدراسات التي تدعم مجالات عمل مختلف قطاعات الوزارة، من بينها القطاع الزراعي، وكذلك الاستفادة من البحوث الخاصة بالرمال ومواد البناء التي تعدّها الجامعة. ونوّه في هذا السياق بالدور الهام الذي تقوم به الجامعة تجاه مختلف قطاعات الدولة، مؤكدا الحرص على تعزيز الشراكة معها، لكونها الرافد الأكاديمي والعلمي الذي تعتمد عليه الوزارة.
وقد شهدت جامعة قطر، اليوم الأحد، انطلاق أعمال الكونغرس العالمي الثاني للهندسة والتكنولوجيا، الذي يضمّ المؤتمر الدولي الثاني للبنية التحتية والتعمير وكذلك المؤتمر الدولي الخامس عشر لمشاكل الاهتزاز. ويناقش المؤتمر الدولي الثاني للبنية التحتية والتعمير محاور رئيسية عدّة تتعلق بهندسة وإدارة التشييد، واستدامة البنية التحتية وتجديدها ومراقبتها، والعمارة المستدامة والتخطيط الحضري، وكذلك المياه والبيئة والتغير المناخي. أمّا النسخة الخامسة عشرة من المؤتمر الدولي لمشاكل الاهتزاز فتوفّر فرصة للمهندسين والباحثين في دولة قطر لعرض نتائج أبحاثهم ولمناقشة التحديات الحالية في هذا المجال.
(قنا)