تبدأ في الدوحة، غدا الثلاثاء، أعمال "المؤتمر الدولي بشأن الإجهاد الحراري المهني.. ممارسات التطبيق وتبادل الخبرات"، بالتعاون بين منظمة العمل الدولية ووزارة العمل القطرية، ومُشاركة ممثلي عدد من الحكومات والشركاء الاجتماعيين والأكاديميين من المنطقة والعالم.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر على مدى يومين، إلى تبادل المعارف والخبرات بشأن الأبحاث المُتعلقة بالإجهاد الحراري وصياغة الاستراتيجيات والسياسات والتشريعات للتخفيف من أثره.
وتعرض قطر في اليوم الأول من المؤتمر، الذي يفتتحه وزير العمل القطري علي بن صميخ المري، تجربتها في التعامل مع الإجهاد الحراري المهني، وتجربتها في التصدي له، والتشريعات القطرية بشأن الإجهاد الحراري وإنفاذها، والخبرات الوطنية على صعيد تدابير الوقاية من الأخطار المُرتبطة بالإجهاد الحراري والتخفيف منها، مع رصد حالات الإجهاد الحراري على مر السنوات.
وتلتزم دولة قطر بحماية العمال والحفاظ على سلامتهم، حيث أصدرت قرارا بحظر العمل في الأماكن المكشوفة ما بين الساعة العاشرة صباحًا والساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر في الفترة المُمتدة من 1 يونيو/حزيران حتى 15 سبتمبر/أيلول، من كل عام. لتُسجل دولة قطر بشهادة مُنظمة العمل الدولية أكبر عدد من ساعات العمل المحظورة في منطقة الخليج. كما يُحدد القرار العتبة التي يجب أن تتوقف بعدها كل الأعمال الخارجية، بغض النظر عن الوقت من اليوم أو السنة.
وأدت حملات التفتيش التي قامت بها وزارة العمل في صيف العامَيْن 2021 و2022 إلى إغلاق أو وقف العمل في 338 موقعًا و463 موقعًا على التوالي لعدم امتثالها للقرار الخاص بساعات العمل المحظورة.
وقالت مُنظمة العمل الدولية حينها إنه نتيجة لقرار الحظر وإجراءات التفتيش، سُجل انخفاض كبير في عدد المرضى الذين زاروا العيادات بعد إصابتهم باضطرابات مُرتبطة بالإجهاد الحراري، حيث تمت مُعاينة ما مجموعه 351 مريضًا في صيف 2022، مُقابل 1520 مريضًا في عام 2020، أي قبل صدور القرار، ما يُعد انخفاضًا بنسبة 77 في المائة في غضون عامَيْن.
ووفق منظمة العمل الدولية، يشهد المؤتمر مُشاركة دولية واسعة، حيث تضم قائمة المُشاركين الحكومة القطرية والمؤسسات المعنية الأخرى في قطر ونخبة من الحكومات والشركاء الاجتماعيين من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وخبراء دوليّين وأكاديميين ووكالات الأمم المُتحدة والمنظمات الدولية.
وذكرت المنظمة أن المؤتمر يسعى إلى تعزيز تبادل الخبرات والمعارف بشأن أثر الإجهاد الحراري على العمال، وتدابير التخفيف الحالية والمُستقبلية، والتحديات والفرص المُرتبطة بتصميم نهج للتخفيف من الإجهاد الحراري وتنفيذه. وسيُتيح المؤتمر للخبراء من مُختلف مناطق العالم الفرصة لمُناقشة الوضع القائم حاليًّا على صعيد الأبحاث ذات الصلة بهذه المسألة، وتقديم الدروس المُستخلصة من تنفيذ التشريعات المُتعلقة بالإجهاد الحراري في السنوات الأخيرة، والبحث في سبل توسيع نطاق الحماية للعمال المُتضررين.
ويتضمن جدول أعمال اليوم الأول للمؤتمر، مسألة العمل على كوكب أكثر دفئًا: نتائج التقرير العالمي لمُنظمة العمل الدولية بشأن الإجهاد الحراري المهني، والسلامة والصحة المهنيتين من المنظور العالمي، واستراتيجيات التخفيف من حدة الإجهاد الحراري المهني، ومن الأبحاث إلى التغيير: السياسات والمُمارسات، والتجارب من المنطقة العربية. فيما تتضمن أعمال اليوم الثاني، التعرف على التجارب الدولية والبحوث الخاصة بالإجهاد الحراري المهني من سنغافورة وجنوب شرق آسيا والحرارة المُفرطة في مكان العمل: حالة الاتحاد الأوروبي ونتائج دراسات بشان الإجهاد الحراري من الهند. والجلسة الختامية ستكون بموجز للنتائج والتوصيات الرئيسية التي خلص إليها المؤتمر.