نجحت كاميرات المراقبة في فضح جرائم السطو التي يقوم بها مسلحون في مدينة تعز اليمنية، وتحويل كثير من الجرائم التي كانت غير مرئية طيلة السنوات الماضية، إلى قضايا رأي عام بعد ظهور تفاصيلها ومعرفة هوية مرتكبيها.
وتداول ناشطون يمنيون لقطات وثقتها كاميرا مراقبة، تُظهر قيام أحد المسلحين بمداهمة مستودع لبيع "القات" في حي التحرير الأعلى بوسط مدينة تعز، وقيامه بنهب الأموال، وكمية من نبتة القات بعد إطلاق النار بالقرب من رأس البائع.
وتم تداول المقطع المصور الذي ظهر فيه بائع القات "أيمن أبو رأس"، وهو يستغيث خشية قيام المسلح بإطلاق النار عليه، بشكل واسع في الأوساط اليمنية، وسط مطالبات بوضع حد للانفلات الأمني الذي تشهده المدينة.
وقال مصدر أمني في تعز، إن نشر المقطع ساهم في تحويل الواقعة إلى قضية رأي عام، والقبض على الجاني، وإيداعه سجن المباحث العسكرية، بعدما ظل بائع القات متخوفا من نشر المقطع لعدة أيام خشية انتقام العناصر المسلحة.
وأوضح المصدر لـ"العربي الجديد"، أن "قسم الشرطة أصر على نشر المقطع المصور حتى يشكل رادعا للعناصر المسلحة التي اعتادت السطو على المستودعات التجارية، وابتزاز أصحابها من دون أن تخرج تلك الجرائم إلى العلن.
ودفع التفاعل الواسع البائع الذي تعرض للسطو إلى نشر المزيد من المقاطع المصورة التي تكشف تعرضه لاعتداءات سابقة من قبل مسلحين، بعضهم يرتدي زيا أمنيا، كما قام المسلح الذي نفذ عملية السطو الأخيرة بنشر اعتذار أكد فيه تسليم نفسه للأجهزة الأمنية.
ومنذ مطلع العام الجاري، ألزمت شرطة الدوريات وإدارة أمن تعز، كافة المستودعات التجارية في المدينة، بتركيب كاميرات مراقبة في كل الشوارع التجارية، كما قام عشرات التجار بتركيب كاميرات إضافية داخل المستودعات من أجل حماية أنفسهم.
وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها في مدينة تعز التي توثقها كاميرات المراقبة، إذ كشفت لقطات تم نشرها مطلع العام الجاري، عن قيام مسلحين بتصفية مسلح آخر داخل أروقة مستشفى الروضة الخاص، قبل أن يلوذوا بالفرار.
وتشهد مدينة تعز الخاضعة لنفوذ الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، انفلاتا أمنيا غير مسبوق، لكن بعض القضايا التي تخرج إلى العلن، وتجد طريقها للتحقيق والمتابعة من قبل الأجهزة الأمنية، كما حصل مع قضية أسرة آل الحرق في حي بيرباشا، والتي تعرضت لجرائم تصفية من قبل عصابة مسلحة بسبب خلاف على قطعة أرض.