تستضيف قطر، حاليا، المئات من العائلات الأفغانية والأجنبية التي تم إجلاؤها من أفغانستان خلال الأسابيع الماضية، والتي تم إسكانها في عدد من المجمعات المخصصة لبطولة كأس العالم 2022، وتشرف وزارة الخارجية، وجهات حكومية، على تقديم ما يلزم لها من خدمات.
وقام فريق من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، السبت، بزيارة إلى مركز "أم السنيم" للإيواء بالقرب من العاصمة الدوحة، والذي يضم 119 عائلة لاجئة، للاطلاع على أوضاعها، وأشاد الفريق الحقوقي بجهود إغاثة الشعب الأفغاني "المعبرة عن قيم الشعب القطري وتقاليده".
واستمع الوفد الذي رأسه نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان، محمد سيف الكواري، من مساعدة وزير الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، إلى شرح مفصل حول عمليات الإجلاء والاستقبال، والمساعدات المتنوعة التي تقدم للاجئين، ومنها المستشفى الميداني، وتوفير المتطوعين لمساعدتهم.
وقال بيان للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، إنه "تم توفير كافة معينات الحياة الكريمة مثل المأوى والغذاء والعلاج للاجئين، فضلا عن توفير فعاليات ترفيهية وتعليمية للأطفال".
وقال محمد سيف الكواري، إنه "تم إيواء أكثر من 119 عائلة في هذا المركز، ويجري تقديم أكثر من 60 ألف وجبة يوميا للاجئين الأفغان في مراكز الإيواء المؤقتة".
وأجرى وفد اللجنة الحقوقية عدة مقابلات مع عدد من أفراد العوائل للاطلاع على مدى رضاهم عن الخدمات المقدمة لهم، وتعتزم اللجنة إعداد تقرير حول الجهود القطرية في حماية المدنيين في حالات النزاع العسكرية والأزمات، مشيدة بسرعة استجابة الحكومة القطرية في هذه الأزمة.
ويقول الصحافي الأفغاني أحمد ولي سراهدي (28 سنة) الذي وصل قبل عدة أيام، واستقر حاليا في مبنى من طابقين: "في بيتنا، لا يوجد مثل هذه التجهيزات". والبيت في قطر مزود بأريكتين، وتلفزيون، ونظام تكييف، ومطبخ كامل التجهيزات.
ويروي أحمد قصة فراره لـ"فرانس برس"، قائلا إنه اتصل بزوجته ليخبرها أنه في طريقه لأخذ سيارة أجرة للتوجه إلى كابول، موضحا "كانت تبكي، وقلت لها لا تخبري أحدا". عند وصوله إلى العاصمة الأفغانية، توجه أحمد للمطار كل يوم عند الساعة السابعة صباحا لمحاولة الحصول على مقعد على طائرة.
كان أحمد على تواصل مع لجنة حماية الصحافيين، وهي منظمة غير حكومية أميركية قامت بمساعدته، ويوضح: "بعدها، تلقيت اتصالا من القطريين (..) لم أتواصل مع عائلتي منذ 13 أغسطس/آب الماضي".
ويروي شريكه في البيت، خالد أنديش (24 سنة) الذي كان يعمل في إذاعة في كابول، أنه يعلم أن اسمه "كان على قائمة طالبان للاغتيالات" قبيل مغادرته، وخالد غير متزوج، ولكنه لم يتلق أي أخبار عن أشقائه وشقيقاته منذ خروجه من أفغانستان في 15 أغسطس الماضي، ويضيف بقلق: "إنهم في خطر. قد يستهدفون عائلتي إذا لم يعثروا علي".
وسهلت دولة قطر على مدار الأسابيع القليلة الماضية، عملية إجلاء ونقل أكثر من 40 ألف شخص من العاصمة الأفغانية كابول، بالتنسيق مع الأطراف المعنية، وحل معظمهم كضيوف في قطر لبضعة أيام، قبل أن يكملوا طريقهم إلى وجهاتهم النهائية، فيما ينتظر آخرون إجلاءهم إلى الولايات المتحدة الأميركية، أو دول أخرى.