لم يتمكن الثلاثيني اللبناني خليل دغيلي من توفير تكلفة علاج زوجته المصابة بأمراض خطرة، فقرر عرض كليته للبيع مقابل كلفة العلاج، وردّد عبر صرخة استغاثة من خلال مقطع فيديو متداول: "حدّدوا السعر الذي تريدونه".
وترقد الزوجة في المستشفى منذ قرابة أربعين يوماً، تاركةً خلفها طفلةً رضيعة عمرها شهران.
وروى الزوج لـ"العربي الجديد" كيف تدهورت حالة زوجته سارة الحسين (22 سنة)، بعد الولادة بأيامٍ معدودة، وأنها غالبت أوجاعها لنحو 20 يوماً في المنزل، قبل نقلها إلى مستشفى الراعي في مدينة صيدا.
يقول دغيلي: "تعاني زوجتي من مشكلات صحية منذ سنوات، لكنّ وضعنا المادي المتعثّر لم يسمح لنا بزيارة الطبيب. خلال الفترة الأخيرة من الحمل شعرت بآلامٍ ظنّت أنّها ولادة مبكرة، لكنها ولدت في شهرها التاسع قيصريّاً، ولو أنّ الطبيب لجأ للولادة الطبيعيّة لتعرّضت لمضاعفاتٍ جسيمة".
ويضيف: "نقلتها إلى المستشفى في حالة حرجة، فخضعت لتنظير للمعدة والقولون، ولا تزال تتلقّى العلاج، لكنّها تحتاج شهريّاً إلى ما قيمته 400 دولار أميركي، واستمرار متابعة المعدة والمصران للتأكّد من مدى استجابتها للعلاج. في حال اتّضح تجاوبها سيتقرر لها علاج مدى الحياة، وفي حال كان العكس، سيلجأ الطبيب إلى حقنها كلّ شهر بحقنتين تبلغ كلفتهما ثلاثة آلاف دولار".
ويكشف خليل دغيلي أنّه كان من المفترض أن تخضع زوجته لعملية استئصال جزء من القولون، لكن الطبيب فضّل اللجوء إلى العلاج طويل الأمد، كونها ما زالت شابّة، ويردّد بحسرة: "حُرمت طفلتي من والدتها بعد عشرين يوماً من ولادتها، وبدوري كنت ملزماً بالبقاء معها في المستشفى، فطُردت من العمل. أين الرحمة؟ أين الإنسانية؟".
وتابع: "كنتُ أعمل في شركة تنظيفات متعاقدة مع أحد المراكز الطبية، وكان راتبي لا يتجاوز مليونين ونصف المليون ليرة لبنانية (نحو 89 دولاراً)، أمّا مهنتي الأساسية فهي مساعد طباخ، وعملتُ في فنادق ومطاعم عديدة في لبنان وخارجه، لكنّ القدر شاء أن أعود إلى الفقر والحرمان، ودفعني الإقفال العام خلال جائحة كورونا والوضع الاقتصادي الصعب إلى الّلجوء إلى مجال التنظيفات".
ويشير إلى أنه يسكن في مدينة صيدا، ويتكبّد شهريّاً قيمة إيجارٍ تبلغ مليون ليرة (نحو 36 دولاراً)، فضلاً عن كلفة الطعام والشراب والطبابة والأدوية والحفاضات والحليب، ويؤكد دغيلي أنّه لا يملك شيئاً لبيعه. "نعيش على مساعدات من أهل الخير، ولست أملك سوى أعضاء جسدي. أملي الوحيد أن تحيا زوجتي، وأن تعود إلى طفلتها الرضيعة، ولا أكترث لمصيري. وضعي مزرٍ جداً، ولم يبقَ لي أحد. لقد دمّرتنا الدولة أشدّ تدمير، ودفعت بنا إلى بيع أعضائنا".