سُجّلت في لبنان حادثة جديدة، صباح اليوم الأحد، مع سقوط مبنى سكني من دون معرفة الأسباب التي أدّت إلى ذلك حتى الساعة. وقد استفاق أهالي منطقة صحراء الشويفات الواقعة في ضاحية بيروت الجنوبية على سقوط ذلك المبنى، من دون تسجيل أيّ خسائر بالأرواح. فسكان المبنى المنهار كانوا قد هرعوا إلى الشارع فور سماعهم أصواتاً شبيهة بتلك التي تترافق عادة مع هزّات أرضية، ونجوا بالتالي من كارثة حقيقية.
وعلى الفور، سارع عناصر الدفاع المدني اللبناني إلى المنطقة الواقعة إلى الجنوب من بيروت، للبدء بعمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل. من جهتهم، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان صوراً وبثّوا تسجيلات فيديو تبيّن كيفية سقوط المبنى، الذي يظهر مع بيت جاهز على سطحه.
لولا العناية الالهية لكان عدد الضحايا بالعشرات.
— D® Phil (@philabouzeid) February 11, 2024
ملف الابنية القديمة في #لبنان هو ملف بغاية الخطورة.
لا حاجة لاسرائيل لأن تقصفنا. نحن نقصف أنفسنا بنفسنا بسبب الاهمال وقلة الضمير وانعدام المسؤولية.
فيديو جديد للحظة انهيار المبنى في صحراء الشويفات pic.twitter.com/P8X2MYa2yW
وفي هذا الإطار، أفاد رئيس بلدية مدينة الشويفات شديد حنّا "العربي الجديد" بأنّ "المعطيات الأولية كشفت عدم سقوط ضحايا ولا جرحى، لكنّ المبنى المؤلّف من خمس طبقات انهار بالكامل"، مشيراً إلى أنّه "كان يضمّ 13 شقة سكنية مأهولة بأفراد من كلّ الأعمار".
أضاف حنّا أنّ "سكان المبنى شعروا بهزّة أرضية صباحاً، فخرجوا منه فوراً ونجوا بأرواحهم". وتابع أنّ "العمل جارٍ لإخلاء المبنى المجاور الذي يعاني من أضرار جزئية"، موضحاً أنّها "ليست أضراراً في الأعمدة والركائز الأساسية، وفقاً لما أفاد به الكشف الهندسي. لكنّنا سوف نخليه، حرصاً منّا على سلامة المواطنين العامة، وسوف نراقبه لمدّة 24 ساعة من أجل التأكد من مدى سلامته وصلاحيته للسكن".
وأوضح حنّا أنّه تسلّم مهام بلدية الشويفات قبل أسبوع فقط، ولم تسنح له الفرصة بعد للاطلاع على ملف المباني القديمة والتعاميم الصادرة في حقّها، لجهة تلك الواجب تدعيمها أو إخلاؤهاـ وأكد: "سوف أباشر على الفور بمتابعة هذا الملف، وسوف نؤدّي دورنا".
ولفت رئيس بلدية الشويفات إلى أنّ "المبنى الذي انهار يُعَدّ مبنى قديماً، لكنّ أيّ مؤشّرات إلى احتمال سقوطه لم تظهر من قبل. كذلك لم تردنا أيّ شكوى أو بلاغ من سكانه، وهو يضمّ إلى جانب الشقق السكنية عدداً من المحال التجارية". أضاف أنّ "أسباب الانهيار لم تظهر حتى الساعة، ونحن في انتظار تقرير الخبراء والمهندسين".
وأفاد حنّا بأنّ "الهيئة العليا للإغاثة أخذت على عاتقها مسألة تأمين الإيواء لسكان المبنى المنهار، وسوف نبحث بدورنا كبلدية في كيفية المساعدة، كذلك نعوّل على دعم الجمعيات في هذا السياق".
في الإطار نفسه، أصدر المكتب الإعلامي للدفاع المدني بياناً جاء فيه أنّ المدير العام للدفاع المدني في لبنان العميد ريمون خطّار "تفقّد موقع المبنى السكني الذي انهار عند الساعة 8.40 من صباح اليوم (الأحد) في منطقة صحراء الشويفات"، مضيفاً أنّ "الأضرار اقتصرت على الماديات، نتيجة مغادرة القاطنين منازلهم إثر سماعهم أصواتاً تُنبئ بسقوطه قبل وقوع الكارثة بدقائق".
أضاف الدفاع المدني أنّ "وزير الداخلية والبلديات في لبنان القاضي بسام مولوي حرص على تكليف عناصر الدفاع المدني إجراء مسح ميداني شامل ودقيق في موقع الانهيار"، من أجل التحقق من احتمال وقوع إصابات، والتأكّد من سلامة سكان المباني المجاورة، وإخلائها تحسّباً لوقوع أيّ طارئ.
وأكد الدفاع المدني، في البيان نفسه، أنّ "العميد خطّار أعطى توجيهاته للعناصر لإخلاء مبنيَين سكنيَّين ملاصقَين للمبنى الذي سقط"، فيما "شدّد على ضرورة التنبّه والحرص على تأمين السلامة العامة في خلال تنفيذ عمليات رفع الأنقاض، واستكمال تنفيذ المهام الموكلة إليهم، إلى حين انتهاء الجهات المعنية من العمل وإعادة فتح الطريق".