دعماً للمناطق السورية في ريفي حلب وإدلب، يستعدّ ناشطون وتجار ومغتربون ومنظمات في مدينة الرقة لإرسال قوافل إنسانية ولوجستية وبطانيات وأغذية وأدوية باتجاه المناطق المنكوبة في حلب وإدلب وريفيهما، التي تضررت نتيجة الزلزال المدمر.
وأطلق ناشطون وأطباء وفعاليات مجتمعية دعوات لجمع التبرعات العينية والنقدية، وسط دعم من الأهالي في الداخل والمغتربين، لإيصالها سواء عبر الحوالات النقدية أو الأشخاص الموثوقين في شمال غربي سورية.
تمّ توحيد المبادرات في إطار "الفزعة الرقاوية". ومن بينها "صنائع المعروف"، التي ينشط فيها عيسى السطم. ويقول لـ "العربي الجديد": "عقب الزلزال، أطلقنا حملة لبناء خيام كبيرة، وجمع تبرعات للعائلات التي هرعت نحو الساحات والأسواق والحدائق، وبات العديد منها بلا وسائل تدفئة ولا غذاء، خوفاً من أي هزات أرضية أخرى. استطعنا مع مبادرات محلية بناء أكثر من 25 صيوانا مجهزا بما يلزم من فرش وأغطية ووسائل تدفئة، ووزع متطوعون أغذية وحليب أطفال وأدوية، كما تم تجهيز فرق طبية للوصول إلى الخيام في الحدائق، وتكفل المجلس المدني بتأمين الكهرباء والمازوت لجميع مخيمات الإيواء المؤقتة".
يضيف: "بعد التأكد من تأمين المتضررين بالرقة، أطلقنا حملة (الفزعة الرقاوية) للمنكوبين في مناطق الشمال الغربي من سورية، ولاقت رواجاً واستحساناً، ومشاركة العديد من سكان الرقة، وحتى المغتربين الذين شرعوا في جمع التبرعات كما حصل في هولندا وألمانيا".
ويقول الناشط ياسر الخلف: "أطلقنا مبادرة (فزعة الفرات) ضمن منظمة (ماري). عملنا بالرقة على احتواء الوضع في المخيمات المؤقتة، ثم أطلقنا حملة جمع التبرعات العينية والنقدية عبر فرقنا الجوالة في الرقة وديرالزور والحسكة لإرسالها إلى الشمال السوري والمناطق المنكوبة".
بدوره، يقول الناشط الإنساني ليث. م: "تواصلنا مع عدد من وجهاء قبائل البوشعبان والجبور والدليم والنعيم في سورية وتركيا والعراق والأردن، وجمعنا مبالغ للمتضررين في الشمال السوري، وتم تخصيص أرقام للتواصل، والتحويلات نحو الداخل في مناطق عفرين، وإعزاز، وجرابلس، وهي الطريقة الأمثل لتفادي الملاحقة، أو عدم إيصالها للمتضررين من الكارثة الإنسانية المستمرة".
يتابع: "تطوع العديد من أبناء العشائر العراقية في الرمادي والفلوجة والموصل، وأرسلت شاحنات وسيارات محملة بالمواد الغذائية والإسعافية إلى الأراضي السورية، لكنها لم تدخل عبر معبر سيمالكا الحدودي، كونها لا تحمل طابعاً رسمياً، ولا تملك موافقة. القوافل في العراق بانتظار فتح المعابر".
ويقول الرئيس المشترك لدائرة الإعلام في الإدارة الذاتية، جوان ملا إبراهيم، إنّ الإدارة الذاتية أعدّت شحنة مساعدات إنسانية، وهي موجودة حالياً في معبر أم الجلود بمنبج المحاذي لجرابلس، وننتظر الموافقة لإرسال المساعدات إلى المناطق المنكوبة.
وضمن حملة "هاوار"، أعلنت 6 منظمات إغاثية جمع المساعدات العينية والتبرعات النقدية في مدن الحسكة والقامشلي وعامودا وتربسبيه وديرك وتل تمر، بالإضافة إلى حملة لجمع تبرعات من المقيمين في الخارج عبر الحساب المصرفي لمنظمة ميديا أكاديمي.
يقول مدير منظمة "آشنا"، شيرزاد سيدو، لـ "العربي الجديد": "اتفقنا على اطلاق حملة مشتركة لإغاثة أهلنا المتضررين في كل سورية بحسب الظروف والإمكانات المتاحة، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات الموجودة. التبرعات التي تأتي من خارج سورية يصعب إدخالها إلى مناطق سيطرة النظام، كما أن إدخالها إلى مناطق إدلب وريف حلب ومناطق عفرين أكثر صعوبة. حسب اتصالاتنا، سيكون هناك مجال لإدخال هذه المساعدات إلى مناطق ريف حلب، لكن يمكن أن نواجه تحديات لإدخالها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل السورية المعارضة".
وتقول السورية المقيمة في فرنسا، سحر سليمان، لـ "العربي الجديد": "أطلقنا مناشدات للجاليات السورية بالتنسيق مع جمعية رفيفرو. مجموعتنا تقوم بجهد فردي، ويتبرع الأعضاء والأفراد لتقديم الدعم المالي عبر حوالات نقدية. استطعنا تأمين بعض الدعم لمناصرة ضحايا الزلزال في مناطق الشمال والغرب، فالحوالات المادية هي الأسهل والأضمن، كونها لا تحتاج إلى موافقة للعبور".
وعمدت مجموعة من الشباب في الشمال السوري الخارج عن سيطرة النظام، إلى جمع مبالغ مالية من أهل الخير، وإيصالها إلى المناطق المنكوبة في الشمال، من خلال مكاتب الصرافة في ناحية سلوك التي تتبع إدارياً محافظة الرقة، وتم تأمين مبلغ مالي قدره 10000 دولار حتى الآن.