محنة الشتاء في مخيمات شمالي سورية ومناشدات لتدعيم الخيام المهترئة

27 يناير 2024
فتحت فرق الدفاع ممرات مائية لتصريف المياه المتجمعة وإبعادها عن الخيام (فيسبوك)
+ الخط -

تتجدّد محنة نازحي مخيمات مناطق شمال غربي سورية، خلال كل شتاء، في ظل ضعف الاستجابة الإنسانية، رغم كل المناشدات لاستبدال الخيام المهترئة وتوفير الاحتياجات الضرورية لتخفيف الصعوبات والتحديات.

ورغم انحسار المنخفض الجوي الذي تشهده هذه المناطق فجر اليوم السبت، غير أن درجات الحرارة حافظت على انخفاضها ليسود طقس شديد البرودة مع توقعات بأمطار غزيرة وهطولات ثلجية في بعض مناطق إدلب وحلب.

وسجّلت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أضراراً في 50 خيمة للنازحين في شمال غربي سورية أمس الجمعة، جراء الهطولات المطرية والثلوج، مشيرة إلى أن فرقها عملت على فتح ممرات لتصريف المياه.

وذكر الناشط الإعلامي محمد الشمالي المقيم في أحد مخيمات ريف حلب الشمالي، أنّ أضراراً لحقت بالعديد من المخيمات في المنطقة مثل الحدث وزوغرة والتضامن والأرامل نتيجة الأمطار، فيما تساقطت الثلوج في مرتفعات مدينة عفرين، وهو ما أدى إلى صعوبة في التنقل على العديد من الطرقات.

ولفت الشمالي في حديثه مع "العربي الجديد" إلى أن هذه المعاناة تتكرر مع كل شتاء، بسبب اهتراء العديد من الخيام والحاجة الملحة لاستبدالها، فضلا عن الوضع السيئ للطرقات والممرات داخل المخيمات وعدم وجود مصارف للتخلص من مياه الأمطار التي كثيرا ما تتجمع في برك، وتؤدي إلى تشكل الوحول وصعوبة التنقل، وسرعان ما تنتقل المياه إلى الخيام.

مناشدات متكررة

من جهته، قال النازح عبد الله اليوسف من مخيم التضامن في ريف حلب الشمالي لـ"العربي الجديد"، إن العديد من الخيام في هذا المخيم اجتاحتها مياه الأمطار وسقط بعضها نتيجة الرياح، وأوضح أن هذه ظاهرة متكررة "وقد ناشدنا المنظمات والجهات المعنية مراراً لاستبدال الخيم المهترئة أو تدعيمها ترابيا أو إسمنتيا في محيط المخيم لمنع تدفق مياه الأمطار إلى داخله، إضافة إلى ضرورة وضع فرش من الحصى داخل أزقة المخيم لتجنب تشكل الوحول".

 

وسجّل نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تضرر 58 مخيماً للنازحين شمالي سورية، بسبب السيول التي خلفتها الأمطار الهاطلة على المنطقة.

وطالب فريق "منسقو استجابة سورية" كل الجهات الإنسانية بتقديم المساعدة العاجلة والفورية للنازحين القاطنين في المخيمات والتجمعات العشوائية الواقعة في شمال غربي البلاد، لافتا إلى أن معظم المنظمات الإنسانية لم تبدأ بأي تحرك فعلي في تقديم مستلزمات الشتاء.

وحث الفريق في بيان له أمس على العمل لتوفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً (الأطفال، النساء، كبار السن)، ومحاولة عدم تكرار الأخطاء الماضية والانتظار حتى حلول الكوارث للبدء بعمليات الاستجابة.

ووفق بيانات الفريق، فإن 94% من النازحين في شمال غربي سورية غير قادرين على تأمين مواد التدفئة للشتاء الحالي، في حين لم يحصل 74% منهم عليها هذا العام.

وخلص استبيان أجراه فريق "منسقو استجابة سورية" يوم أمس الجمعة إلى أن 193 مخيماً في شمال غربي سورية، يقطنها أكثر من 68.483 نازحا، لم تحصل على مواد التدفئة لهذا العام حتى الآن، في حين اشتكى معظم النازحين من سوء أوضاع الخيام وانتهاء عمرها الافتراضي.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وحث الفريق الجهات المعنية على إصلاح الأضرار السابقة ضمن المخيمات، وخاصة شبكات الصرف الصحي والمطري، وتأمين العوازل الضرورية لمنع دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيام، والعمل على رصف الطرقات ضمن المخيمات والتجمعات الحديثة والقديمة بشكل عام.  

ووفق بيانات الأمم المتحدة، ارتفع عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في شمال غربي سورية إلى أكثر من 4.6 ملايين نسمة، 85 % منهم من القاطنين في المخيمات، إضافة إلى الارتفاع المستمر في أسعار المواد والسلع الأساسية في المنطقة، فضلاً عن تزايد معدلات البطالة بين المدنيين بنسبة تزيد عن 88 بالمائة.