يتخوّف السكان في مناطق إدلب، شمال غربي سورية، من موجة نزوح جديدة، لا سيما مع حلول فصل الشتاء والحاجة الماسّة لمواد التدفئة، واحتمال تصعيد جديد لقوات النظام السوري وحلفائه روسيا وإيران في المنطقة التي تحاصرها أساساً أزمات معيشية خانقة.
وشهدت منطقة شمال غربي سورية تصعيداً عسكرياً لافتاً هذا العام، لا سيما خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول، تسبب في نزوح نحو 100 ألف نسمة من عدة مناطق، وفق إحصائيات لفريق "منسقو استجابة سورية".
وأوضح الناشط الإعلامي خضر العبيد، لـ"العربي الجديد"، أنّ المخاوف التي يعيشها السكان متفاوتة، بحسب موقع السكن والقرب من خطوط التماس مع قوات النظام السوري، وقال: "هناك حالة خوف عامة تسود المدن والبلدات في المنطقة، لا سيما أنّ طائرات الاستطلاع الروسية تُحلّق في الأجواء على الدوام".
وأضاف: "تستطيع المراصد رصد حركة إقلاع الطائرات الحربية الروسية في مطار حميميم، لكن في بعض الأحيان، لا يمكن التمييز ما إذا كانت الطائرات الحربية ستقصف أم لا. كان هناك إقلاع للطائرات الحربية صباح اليوم الخميس، لحقته تحذيرات من قصف".
من جهته، تحدث عبدو عبد الحميد، من أهالي مدينة سرمين في محافظة إدلب، لـ"العربي الجديد"، عن الواقع الحالي في المدينة القريبة من خطوط التماس، وقال: "عموماً نعيش مخاوف من التصعيد من جانب قوات النظام السوري في إدلب، وقد يبدأ القصف في أي وقت من دون سابق إنذار. الأمر الأسوأ أنّ الكثير من الناس اليوم ينامون جوعى بسبب نقص المساعدات، إضافة لحالة الخوف التي يعيشونها".
وتابع عبد الحميد: "دائماً هناك قصف وتصعيد، لكنه متقطع. يقصف النظام مدناً، مثل بنش وسرمين المكتظتين بالسكان رغم وجودهما على خط النار. في بلدة آفس هناك 495 عائلة، وهي لا تبعد سوى 4 كيلومترات عن نقاط قوات النظام".
نزوح جراء القصف المتكرر على مناطق إدلب
واستهدفت قوات النظام السوري بقذائف المدفعية الثقيلة، أمس الأربعاء، منزلاً في بلدة كنصفرة بريف إدلب الجنوبي، كان فارغاً من سكانه بعد نزوحهم جراء القصف المتكرر للبلدة القريبة من خطوط التماس، بينما قتل 9 مدنيين وأصيب 41 آخرون جراء قصف لقوات النظام السوري وروسيا طاول مدينتي إدلب وسرمين في التاسع من الشهر الحالي.
وتقول فاطمة المنصور التي تقيم في تجمع مخيمات دير حسان بريف إدلب الشمالي، لـ"العربي الجديد"، إنها وعائلتها تعيش على وقع ترقب من تصعيد قد يطاول المنطقة، مضيفة: "نزحنا عدة مرات، ونحن نقيم هنا منذ عام 2018، لا وجود للاستقرار، لكننا راضون، لم نعد نقوى على النزوح من جديد ولم يعد هناك مكان نذهب إليه في الأصل".