تدير العراقية مهية أدهام (أم عماد)، البالغة 55 عاماً، مطعم "مذاق الموصل" لتجهيز المأكولات المميزة الخاصة بالمدينة، بعد تحريرها من تنظيم "داعش" عام 2017. ويضم هذا المطعم حالياً أكثر من 30 عاملة، غالبيتهن أرامل ومطلقات، أرادت أم عماد أن تنشئ لهن بوابة من أجل كسب الرزق ولقمة العيش، خصوصاً اللواتي فقدن أزواجهن بسبب الحرب ضد "داعش".
ولم يقتصر هدف "أم عماد" على مساعدة النساء في كسب المال، إذ ساهم تشغيلهن في رفع حالتهن النفسية والمعنوية، وجعلهن يثبتن أنهن عناصر فعّالة في المجتمع، ويستطعن العمل وكسب لقمة العيش.
وتجتمع أكثر من 30 امرأة من الموصل في منزل حوّلته "أم عماد" إلى مطبخ تصنع فيه مأكولات موصلية، وتبيعها في الأسواق، وأيضاً إلى عائلات.
في البداية عملت "أم عماد" مع سيدتين، في حين يضم فريق عمل المطعم حالياً أكثر من 30 امرأة معظمهن أرامل ومطلقات إلى جانب خريجات، علماً أنها واجهت أحياناً صعوبات في إقناع أهالي بعضهن بالعمل، بسبب طبيعة المجتمع في الموصل الذي يرفض تشغيل النساء، لكنها تجاوزت هذه الصعوبات مع مرور الوقت.
وبين العاملات في المطعم "أم بهاء"، وهي أرملة في الـ40 من العمر، التحقت بالعمل في مطعم "مذاق الموصل" لدى افتتاحه عام 2017، وتسكن حالياً مع أولادها في بيت استأجرته فور عملها في المطعم الذي منحها فعلياً فرصة توفير متطلبات عيشها مع أطفالها وإعالتهم.
وتتوزع النساء على دوامين صباحي ومسائي، وتطبخن أطعمة مختلفة، أبرزها الموصلية الشهيرة في العراق، مثل الدولمة والكبب والعروق. وتتولى "أم عماد" بنفسها تسويق المنتجات والأطباق لأهالي المدينة، كما تجهّز بالتعاون مع باقي العاملات طلبات خاصة بمناسبات ومطاعم، وأيضاً لمقار الجيش ومستشفيات.
وفي الفترة الأخيرة، باتت تسوّق بكميات كبيرة منتجات "مذاق الموصل" في باقي المحافظات، مستفيدة من ميزاتها التي تجعلها مطلوبة جداً في أي مكان. وأنشأت "أم عماد" صفحة على "فيسبوك" لترويج المأكولات وتلقي طلبات الحصول عليها.
ورغم عدم وجود إحصاءات دقيقة في شأن أعداد الأرامل والمطلقات في الموصل، تقدّر تقارير صحافية عددهن بنحو 45 ألفاً. وتشير إلى تسلّم 23 ألفاً منهن رواتب تقاعدية، في مقابل عدم حصول 22 ألفاً على حقوقهن، ما يجعلهن يعشن أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة.