بينما تستمر سيارات الإسعاف في الوصول إلى مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة محملة بالمزيد من المصابين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، يواجه المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة احتمال تعطل الأجهزة الطبية.
يقول الطبيب محمد زقوت "لدينا 220 مريض كلى. نصف الأجهزة تقريباً ستخرج عن الخدمة الليلة" واصفاً الأمر بـ"الكارثة الحقيقية"، والتي يستحيل معها استكمال المرضى جلساتهم العلاجية قائلاً: "سنضطر إلى اختصار جلسات الغسل لبعض المرضى إلى يومين أو يوم واحد فقط".
خطورة الوضع تجسده حالة مريض كلى يدعى ناهض الخازندار، اضطر إلى الفرار مع عائلته من مدينة غزة إلى خان يونس، ورغم أن علاجه يستلزم 3 جلسات غسل كلوي كل أسبوع، غير أنه لم يستطع إجراء أي واحدة خلال أسبوع كامل.
يقول الخازندار بينما كان ينتظر خارج قسم الكلى في مستشفى خان يونس حيث وصل عشرات الجرحى إضافة إلى جثامين: "لديّ أورام في جسدي، وأشعر أني أختنق، من الضروري أن أجري جلسة غسل".
يقول الأطباء إن الحالات الأكثر خطورة فقط هي التي تخضع لعمليات جراحية نظراً لعدم كفاية الموارد
ويرقد سعيد العبد الله على سرير في مستشفى موصولاً بجهاز لغسل الكلى، بعدما نجا من القصف الذي استهدف منزله في خان يونس. يقول: "غسيل الكلى عذاب مر" مشيراً إلى معاناته مع جلسات الغسيل فضلا عن النزوح والقصف الذي تشهده غزة، مضيفاً: "الحرب دمار وموت وعذاب وقد تشردنا... وهذا الشيء صعب علينا".
24 ساعة وينفد وقود المستشفيات
من جانبه، يتساءل المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أشرف القدرة، عن سبل تعامل المستشفيات مع هذا الوضع. إذ يهرع الأطباء لمساعدة عدد متزايد من المرضى في المستشفيات المكتظة التي تعاني من نقص الأدوية والوقود بسبب القصف والحصار الإسرائيليين، إذ يقول الأطباء إن الحالات الأكثر خطورة فقط هي التي تخضع لعمليات جراحية نظراً لعدم كفاية الموارد.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم الاثنين، إنّ احتياطي الوقود في مستشفيات قطاع غزة يكفي لمدة 24 ساعة فقط مما يعرض آلاف المرضى للخطر.
وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم، إن 2750 فلسطينياً على الأقل استشهدوا، وأصيب 9700 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ولا يزال نحو ألف شخص في عداد المفقودين ويُعتقد أنهم تحت الأنقاض.
وناشد القدرة السكان التوجه إلى مستشفى الشفاء، وهو أكبر منشأة طبية عامة في القطاع الذي يبلغ عدد المنشآت الطبية العامة به 13 منشأة، من أجل التبرع بالدم، مشيراً إلى إنه إذا توقف المستشفى عن العمل فإن العالم كله سيكون مسؤولاً عن حياة آلاف المرضى الذين يعتمدون على خدمات الوزارة لا سيما التي يقدمها مستشفى الشفاء.
ويخدم مستشفى الشفاء قطاع غزة بأكمله، وإن كانت خدماته تتركز بشكل مباشر على 800 ألف شخص يعيشون في مدينة غزة.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي أعنف ضرباتها الجوية على الإطلاق ومن المتوقع أن تشن عدواناً برياً على غزة، وهي واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم إذ يبلغ عدد سكانها 2.3 مليون نسمة فيما مساحة القطاع نحو 360 كيلومتراً مربعاً.
وتجري حالياً جهود دبلوماسية لمحاولة فتح معبر رفح على الحدود مع مصر، مع وصول مساعدات أجنبية إلى الجانب المصري.
(رويترز)