- إيديم وسورنو من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وصفت الوضع في غزة بالكارثي، مع استمرار الضحايا ومواجهة 1.1 مليون شخص للجوع، وأشارت إلى الضغوط الهائلة على النظام الصحي.
- نائب السفير الجزائري ومندوب فلسطين ناشدا مجلس الأمن بالتحرك لوقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين والتدخل لوقف الأعمال العدائية، مؤكدين على ضرورة إيجاد حل للأزمة الإنسانية ودعم المنظمات الإنسانية.
حذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، يوم الاثنين، من تدهور إضافي للأوضاع الكارثية في غزة، معبراً عن أسفه لتعثر المحادثات من أجل إطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار وتوفير الإغاثة. وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، الذي عقد اجتماعاً لمناقشة تطورات الوضع في رفح بطلب من الجزائر وسلوفينيا.
وعبر وينسلاند عن خشيته، في حال لم يتم استئناف المحادثات، "من حدوث الأسوأ للمدنيين المحاصرين برفح وللرهائن المحتجزين في ظروف لا يمكن تصورها لأكثر من 225 يوماً، ولعملية إنسانية منهكة وعلى حافة الهاوية"، وتحدث عن تدهور الوضع الأمني في رفح وبسرعة منذ الأسبوع الأول من شهر مايو/أيار مع "تكثيف عمليات الجيش الإسرائيلي ومناوراته العسكرية في رفح وما حولها"، مشيراً إلى تهجير "أكثر من 800 ألف فلسطيني من رفح إلى المواصي وخانيونس ودير البلح وسط غارات جوية يومية للجيش الإسرائيلي على رفح، ما أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين". ولفت وينسلاند الانتباه إلى أن المواصي وما تطلق عليه قوات الاحتلال بمناطق إنسانية لا يوجد فيها "المأوى المناسب والغذاء والمياه والبنية التحتية للصرف الصحي"، وأشار إلى استمرار اغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر.
الوضع الإنساني
من جهتها، قالت مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إيديم وسورنو، خلال إحاطتها أمام المجلس، إنه لم تعد هناك كلمات يمكن أن تصف الوضع في غزة، وأضافت "لقد وصفناه بأنه كارثي، وكابوس، وكالجحيم على الأرض، وهذا كله صحيح والوضع على الأرض أسوأ"، وأشارت إلى استمرار وقوع الضحايا، حيث "قتل حتى الآن أكثر من 35 ألف فلسطيني... وأصيب أكثر من 79 ألفاً آخرين. هناك حوالي 17 ألف طفل غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عن عائلاتهم"، وأشارت أيضاً إلى مقتل 193 من العاملين في الأمم المتحدة.
وقالت المسؤولة الأممية إن "هناك 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من الجوع، ولا تزال غزة على حافة المجاعة. واعتباراً من 18 مايو/أيار هناك عشرة مخابز فقط تعمل من أصل 16 يدعمها شركاؤنا في المجال الإنساني. ومع ذلك، فمن المتوقع أن ينفد المخزون والوقود منها في غضون أيام إذا لم يتم استلام إمدادات إضافية. واضطرت المخابز الستة الأخرى، والتي تقع جميعها في جنوب غزة، إلى التوقف عن العمل إما بسبب نقص الوقود أو بسبب الأعمال العدائية المستمرة".
النظام الصحي
وأشارت وسورنو إلى ما سمته "ضغوطاً مستحيلة" يتعرض لها النظام الصحي، حيث يتعذر في رفح "الوصول إلى 21 نقطة طبية وأربعة مراكز رعاية صحية أولية وأربعة مستشفيات. وفي الشمال، يتعذر الوصول إلى مستشفيين وخمسة مراكز رعاية صحية أولية و16 نقطة طبية... يحتاج ما يقدر بنحو 14 ألف مريض حالاتهم حرجة إلى الإجلاء الطبي من غزة. وقبل إغلاق معبر رفح، وصل بالمعدل عدد المرضى الذين تم إجلاؤهم لأسباب طبية إلى حوالي 50 مريضاً يومياً... وهذا يعني أنه لم يتم إجلاء سوى ما يقرب من 700 مريض منذ إغلاق معبر رفح"، كما تحدثت عن تهجير قسري "لـ 75 بالمئة من سكان غزة، أي 1.7 مليون شخص، داخل غزة وبعضهم تهجر أربع أو خمس مرات".
وتحدثت وسورنو عن العوائق التي يشكلها التوغل البري في رفح على العمليات الإنسانية الهشة أصلاً، ولفتت الانتباه إلى وجود 82 طناً مترياً من الإمدادات الغذائية والمساعدات على الجانب المصري من المعبر والتي لا يسمح بدخولها. كما حذرت من انتهاء صلاحية الأغذية والأدوية في حال استمرار اغلاق المعبر وعدم السماح بدخولها، مرحبة بالمساعدات التي يتم إدخالها عبر الرصيف العائم الذي أنشأته الولايات المتحدة، كما عبر الممر البحري القبرصي، مشددة في الوقت ذاته على أن الطرق البرية هي الأكثر جدوى وفعالية لتقديم الحجم الكافي من المساعدات الإنسانية.
وأكدت على "أنه ومنذ بدء عمليات رفح في السادس من مايو/أيار، فإن الجانب الإسرائيلي لم يسمح بالمعدل إلا بدخول ربع كمية الوقود الضرورية للعمليات الإنسانية، وهو ما يؤثر سلباً على عمل المخابز والمستشفيات وآبار المياه وغيرها من البنية التحتية الحيوية". وتوقفت المسؤولة الأممية عند النقص الحاد في تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، واصفة المنظمة الأممية بأنها "تشكل الركيزة الأساسية لعملية المساعدات التي نقوم بها. وحتى 17 مايو، لم يتم تمويل النداء العاجل لعام 2024 سوى بنسبة 23 بالمئة، ونحث الجهات المانحة على المضي قدماً بتقديم التمويل الذي نحتاجه"، وأنهت إحاطتها بالتأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار ووقف التوغل البري في رفح.
وقف الإبادة الجماعية في غزة
من جهته، تحدث نائب السفير الجزائري أحمد صحراوي عن أهمية رفح كواحدة من المناطق القليلة في غزة التي لم تدمر كلياً، وأشار إلى مواجهة أكثر من 1.5 مليون فلسطيني هناك الموت والدمار، محذراً من تداعيات العمليات العسكرية في رفح على سلام المنطقة بأكملها، وأكد على ضرورة أن يتحرك مجلس الأمن في وجه عملية الإبادة الجماعية التي يوجهها أهل غزة، مشدداً على ضرورة أن يوقف مجلس الأمن الأعمال العدائية ويؤسس لبعثة تحقيق دولية لتقصي الحقائق والتحقيق بالجرائم. كما عبر عدد من السفراء عن معارضة بلادهم لعملية عسكرية على نطاق واسع في رفح من بينها فرنسا وسلوفينيا ومالطا وغيرها.
بدوره، ناشد مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن والمجتمع الدولي بوقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، وتحدث عن تدمير المدارس والمستشفيات والبنية التحتية والبيوت وحياة الفلسطينيين في غزة، وأضاف "إسرائيل تدمر الحياة في غزة على نحو متعمد ولن يردعها القانون الدولي أو موقف دولي، إلا إذا كان هناك إجراء حاسم يجبرها على تغيير أسلوبها"، وأشار إلى المعارضة الواسعة للهجمة على رفح وعدم اكتراث إسرائيل بذلك طالما لا يوجد نهج حاسم يوقفها، لافتاً إلى استخدام إسرائيل التجويع كوسيلة حرب ضد الفلسطينيين.