لقي شخصان حتفهما وأصيب 5 آخرون، اليوم الخميس، جراء انهيار بناية للنسيج في منطقة مديونة بمحافظة الدار البيضاء، في أحدث حوادث ما يُعرف في المغرب بـ"مصانع الموت".
وأفادت السلطات المحلية في إقليم مديونة، بأنّ شخصين لقيا مصرعهما فيما أصيب 5 آخرون بجروح بليغة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، إثر انهيار جزئي لبناية شركة متخصصة في النسيج كائنة في المنطقة الصناعية رقم 152 بجماعة تيط مليل.
وكشفت السلطات المحلية، في بيان لها، أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى مديونة لتلقّي الإسعافات والعلاجات اللازمة، فيما تتواصل عمليات الإنقاذ لثلاثة أشخاص آخرين مازالوا عالقين تحت الأنقاض.
وفي وقت تم فيه فتح تحقيق من طرف السلطات المعنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للوقوف على الأسباب الكامنة وراء الحادث، أعاد مصرع الشخصين، إلى الواجهة، مطلب توفير تدابير حماية سلامة وصحة آلاف العمال، في ظل تكرار حوادث مميتة في الوحدات الصناعية غير المهيكلة خلال السنوات الأخيرة.
وكان المغرب قد شهد في السنوات الأخيرة، تكرار حوادث مميتة في منشآت صناعية، كان أبرزها مصرع 29 عاملا، في 8 فبراير/شباط 2021 بمصنع نسيج "سري" في مدينة طنجة، شمال المغرب، جراء تسرب مياه الأمطار، تسبب في محاصرة ووفاة عدد من الأشخاص الذين كانوا داخل المصنع.
وفي 26 إبريل/ نيسان 2008، شهدت مدينة الدار البيضاء مقتل 56 عاملاً وجرح 17 آخرين، إثر حريق شب في مصنع "روزامور"، نتيجة المواد سريعة الاشتعال التي يستعملها المصنع من الإسفنج وخشب وجلد ومواد كيماوية، وعدم تطبيق معايير السلامة.
ويُسجّل المغرب، حسب مكتب العمل الدولي، 2000 وفاة سنويا ترتبط بحوادث الشغل، وهو ما يعد من بين أعلى الأرقام المسجلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتعزى أهم أسباب تلك الحوادث إلى "ضعف تطبيق القوانين ذات الصلة، والنقص الحاصل في الكفاءات المتخصصة، وكذلك محدودية جهاز المراقبة".