ما إن أعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الخطوات التي يمكن من خلالها الطلابَ المصريين التعلم باستخدام المواد التعليمية الرقمية المتاحة على منصة إدارة التعلم على بنك المعرفة المصري. ونشر فيديو يشرح فيه بالتفصيل الخطوات التي تتمثل بـ: ادخل على موقع LMS على بنك المعرفة المصري، وسجل اسمك وكلمة المرور، ثم اختر أيقونة الدليل الدراسي من الصفحة الرئيسية، ثم اختر أيقونة المادة المراد دراستها، وبمجرد اختيار المادة ستظهر لك قائمة على يمين الشاشة فيها جميع الوحدات والدروس بالمادة، تحت كل عنوان درس ستجد اختيارين: أولهما كتاب الطالب، وهو عبارة عن النسخة الرقمية من الكتاب المدرسي، حيث تجب قراءة مخرجات التعليم المطلوبة لفهم الهدف المطلوب من تعلمه. أما الاختيار الثاني، فهو المحتوى الإضافي المقدَّم من الناشرين لشرح المضمون العلمي لكل موضوع وتوضيحه. وعندها ستُتاح أمام الطالب طرق مختلفة لشرح الدرس تساعد على الاستيعاب و... ما إن نشر الوزير ذلك على صفحته في "فيسبوك"، حتى هاجت مصر وماجت. فقد سبّبت تلك التغريدة حالة من التوتر والقلق والهلع بين الطلاب وأولياء أمورهم، ومعها تساءل الجميع عن مصير العام، وحتى المستقبل التعليمي لـلطلاب المصريين، في حال اضطرار البلاد إلى إغلاق المدارس في يوم من الأيام لأي سبب من الأسباب؟
هذه الواقعة اضطرت مصدراً مسؤولاً في الوزارة إلى التأكيد أنه لا وجود في الوقت الحالي لأي خطورة تمثل أي شكل من أشكال التأثير السلبي بانتظام سير العملية التعليمية في المدارس المصرية بشكل طبيعي.
كل ذلك حدث فيما لم يكن قد رُصدَت أي حالات إصابة بفيروس كورونا في أيٍّ من المدارس المصرية، بعد صدور التعليمات والتدابير الداعية إلى اتخاذ اللازم لضمان عدم انتشار الأمراض والأوبئة المعدية بجميع أنواعها في المدارس. وعممت الوزارة على المديرين والنظار الانتباه وملاحظة أوضاع الطلاب لاكتشاف أي حالة.
وقال المصدر: إن هناك تعليمات رسمية لجميع مدارس الجمهورية، توصي بضرورة ملاحظة الطلاب في الطابور الصباحي عند بداية اليوم الدراسي للاكتشاف المبكر للأمراض المعدية، ولدى أي شكوك يجري الاتصال بالتأمين الصحي لمتابعة وضع الطالب. ترافق ذلك مع توصية للإدارات المدرسية بضرورة توفير المطهرات والمنظفات في المدارس، والتهوية الجيدة داخل الفصول، مع نشر الإجراءات الوقائية فى لوحة الإعلانات المدرسية.
أما العامل المقرر في حال الهلع لدى الأهالي والطلاب على الأخص، فيتعلق بالخوف الناجم عن اكتظاظ الصفوف في المدارس المصرية بأعداد كبيرة من جهة، واختلاطهم في الملاعب خلال أوقات الفراغ من جهة ثانية. عامل آخر يحسب له حسابه في مصر، وهو المتمثل بالعمل على تلافي التوجه نحو المدرسين الخصوصيين لذوي طلاب الثانوية العامة تحديداً، حرصاً على توفير بعض النقود، في ظل الضائقة الاقتصادية التي يعانون، باعتبار أن مجموع العلامات النهائية المحققة في الامتحان حاسم في القبول بالاختصاصات النوعية: طب، هندسة، حقوق وغيرها...
وفي الوقت نفسه، أطلق المغردون وسماً يقول: #احنا_مش_عارفين_نذاكر_أونلاين، للتعبير عن شكاواهم وغضبهم من عدم تأهيل المؤسسات التعليمية إلكترونياً، نظراً لسوء خدمة الإنترنت وبطئها، وعدم قدرة الطلاب على الاعتماد عليها. الإرباك هذا كان أقل لدى طلاب الجامعات في العاصمة، ولكنه في المحافظات يماثل ما عليه في المراحل ما قبل الجامعية بسبب رداءة الخدمات الإلكترونية عنها في القاهرة والإسكندرية، وعجز الأهل عن تزويد أبنائهم بالوسائل ذات الكلفة العالية بالقياس إلى دخولهم المتدنية.
*باحث وأكاديمي