يثير السجال المتواصل بين الحكومة والمعارضة في تركيا، قلق اللاجئين السوريين الراغبين في زيارة عائلاتهم بمناطق الشمال السوري خلال إجازة عيد الفطر المقبل، مع تداول أنباء عن نية الحكومة التركية تشديد القيود عليها، ما يزيد التخوف من إمكانية إغلاق الحدود عند العودة إلى تركيا.
وقال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أمس الثلاثاء، إن الوزارة ستفرض قيوداً على الذاهبين إلى "المناطق الآمنة" في سورية خلال الإجازة المقبلة، من دون أن يكشف عن طبيعة تلك القيود.
وأكدت مصادر قريبة من إدارة معبر "باب السلامة" السوري لـ"العربي الجديد"، أن الحركة توقفت أمس، بسبب خلافات بين الطرفين السوري والتركي، قبل أن تعود لاحقاً، وليس هناك قرار من الجانب التركي بوقف زيارات العيد، وحتى مساء الثلاثاء، ظل المعبر يستقبل الراغبين في الدخول.
ومن معبر "باب الهوى" الحدودي التركي، أكدت مصادر أنه ما زال مغلقاً في وجه الراغبين في قضاء إجازة العيد في سورية، وتداولت مصادر محلية أن المعبر لن يكون هذا العام مفتوحاً أمام إجازات العيد.
ويتناقل السوريون أنباءً عن خلافات بين إدارات المعابر والولايات، ما سبّب توقف الحركة في معبري باب السلامة وجرابلس، وبات كثير من السوريين الراغبين في قضاء العيد بسورية، يفكرون في عدم الذهاب خشية إغلاق الحدود عند العودة، ما يجبرهم على البقاء في الشمال السوري.
يقول اللاجئ السوري وائل لـ"العربي الجديد"، إن أهله مهجَّرون من حمص، ويعيشون في عفرين، وكان يريد الذهاب خلال إجازة العيد لزيارتهم، مؤكداً أنه في تركيا من أجل العمل، وأنه يرسل المال إلى عائلته، لكنه يخشى عدم القدرة على العودة إلى تركيا في حال الذهاب إلى عفرين، ما يعني فقدان عائلته للمعونة.
يقول سالم الحموي إنه كان يفكر في زيارة عائلته في مدينة الباب، لكنه ألغى الفكرة لعدة أسباب، أولها خشية عدم التمكن من العودة إلى تركيا، والواقع الأمني غير المنضبط في مناطق المعارضة، إضافة إلى الواقع الاقتصادي المتردي.
وقال دولت بهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية التركي الحليف في الائتلاف الحاكم، أمام كتلته النيابية في البرلمان، إن "طالبي اللجوء السوريين الذين يمكنهم الذهاب إلى بلادهم خلال العطلة لا يحتاجون إلى العودة".
وأطلق مسؤولون في أحزاب المعارضة تصريحات مماثلة أكدوا فيها أن السوريين الذين يقضون إجازة العيد في بلادهم يجب ألا يعودوا إلى تركيا، ويمكنهم البقاء هناك، لأن هذه المناطق آمنة.
وقبل يومين، قال زعيم "حزب الشعب الجمهوري" التركي المعارض، كمال كليتشدار أوغلو، إنه سيحل مشكلة عودة السوريين في غضون عامين على أبعد تقدير من تسلّمه الحكم، مؤكداً أنه سيحل القضية "بطريقة هادئة ومعقولة".
وتستخدم المعارضة التركية ورقة اللاجئين، وخاصة السوريين، من أجل كسب الأصوات في الانتخابات المحلية على المستويات كافة، وتصعّد من خطابها العنصري ضد اللاجئين مع اقتراب كل استحقاق انتخابي.