تتواصل معاناة النازحين في مخيم "الركبان". فعلى الرغم من دخول سيارة محملة بالخبز والخضروات والمواد الغذائية عبر تجار من مناطق سيطرة النظام السوري إلى المخيم، إلا أن المخيم يعاني من ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص في الطحين.
ويقع المخيم ضمن ما يُعرف بمنطقة الـ"55" كم التي تضم قاعدة "التنف" العسكرية التابعة لقوات "التحالف الدولي" بريف حمص الشرقي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية.
وقال ماهر العلي، رئيس "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "سيارة دخلت إلى مخيم الركبان، يوم أمس الجمعة، قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري، محملة بالمواد الغذائية، والخضار، تحتوي على خبز من أفران العاصمة دمشق"، مُشيراً إلى أن "ربطة الخبز يتم بيعها في سوق المخيم الجنوبي بسعر 9000 ليرة سورية، وتحتوي الربطة على 14 رغيف خبز فقط".
وأكد العلي، أن "أربعة شاحنات دخلت يوم الأحد الفائت إلى مخيم الركبان قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري، كانت محملة بالمواد العلفية، وحطب التدفئة، والبعض من المواد الغذائية، والمحروقات، وإحدى الشاحنات كانت تحتوي على 50 كيسا من الطحين، و2000 ربطة خبز سياحي".
ولفت العلي إلى أن الطحين ينقطع بين الحين والآخر عن مخيم الركبان، والطحين الذي يدخل للمخيم لا يكفي لسداد حاجة أهله، كما أن المواد الغذائية التي يتم إدخالها للمخيم يتم بيعها بأسعار كبيرة جداً، وهذا ليس باستطاعة أهل المخيم، موضحاً أن الطحين الذي يدخل من مناطق النظام عبر التجار يتم احتكاره من فصيل "جيش سورية الحرة"، ليطرحه في الأسواق في ما بعد على أنه هو من يقدم هذا الطحين لدعم الفرن في المخيم، مطالباً من الأردن الشقيق السماح لطواقم الأمم المتحدة بالدخول إلى مخيم الركبان لتقييم الوضع الإنساني في المنطقة.
إلى ذلك، أشار العلي إلى أن العاصفة المطرية التي ضربت البادية السورية، خلال الـ48 ساعة الماضية، أدت إلى تضرر عدد كبير من المنازل الطينية داخل مخيم الركبان شرقي محافظة حمص، مشدداً على أن الأضرار تفاوتت بين المتوسطة والكبيرة، وهناك عوائل خسرت أثاث منزلها بالكامل نتيجة تسرب مياه الأمطار إلى داخل منازلهم بعد تهدم الأسقف الطينية، مشدداً على أن 30 منزلا طينيا في مخيم الركبان تضرر في العاصفة السابقة، وأصحاب تلك المنازل هم من أعادوا إصلاحها بطرق بدائية، وهي معرّضة للهدم جراء أي عاصفة مطرية قادمة.
وكانت ثماني عوائل وثلاثة شبان، قد غادروا مخيم الركبان منذ بداية العام الجاري، بتعداد نحو 38 شخصا، لينخفض عدد قاطني مخيم الركبان إلى 2700 شخص، كما أحصى مكتب شؤون النازحين التابع لمجلس العشائر مغادرة 260 عائلة من مخيم "الركبان" بتعداد 1365 شخصا، غالبيتهم نساء وأطفال ومرضى خلال العام الفائت 2022.