سجلت منطقة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "نبع السلام" شمال سورية، اليوم الثلاثاء، ثاني إصابة بمرض الكوليرا في مناطق سيطرة المعارضة السورية، وذلك بعد 24 من تسجيل إصابة في منطقة جرابلس بريف حلب الشرقي.
ووفقاً لـ "برنامج الإنذار المبكر"، فإن الإصابة الثانية المثبتة هي لمريضة تبلغ من العمر 23 عاماً، حيث ناشد البرنامج الأهالي في المنطقة التي تسيطر عليها فصائل الجيش الوطني، اتباع تعليمات الوقاية من الإصابة بالكوليرا ومراجعة أقرب مركز صحي في حال ظهور أعراض المرض لديهم.
وبين منسق شبكة الإنذار المبكر في منطقة "درع الفرات"، الدكتور محمد الصالح، في حديث لـ"العربي الجديد" أن هناك إصابتين مثبتتين "في جرابلس ورأس العين في مناطق سيطرة المعارضة السورية"، مضيفاً "نأخذ عينات في الوقت الحالي من معظم الحالات التي تم التبليغ عنها وكل هذه الحالات مطابقة للتعريف، والحالات سلبية"، وقال الصالح "لا توجد إحصائية يومية، أما التقرير اليومي نلجأ له بحال حدوث جائحة"، لافتاً إلى أنه "لم تصل أي مساعدات من منظمة الصحة العالمية لنا، وإلى الآن لا نعلم إن كان هناك مخصصات أم لا".
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أمس الإثنين، عن إرسال شحنة مساعدات طبية إلى مناطق سيطرة النظام السوري لمعالجة مرض الكوليرا، وقالت المنظمة على حسابها في تويتر أنها أرسلت شحنة تتضمن محاليل معالجة الجفاف عن طريق الفم، واختبارات تشخيصية سريعة، تكفي لعلاج 2000 حالة كوليرا حادة، ونحو 190 ألف حالة إسهال خفيف، وذلك من مركزها اللوجستي في مدينة دبي لدعم الاستجابة لتفشي وباء الكوليرا في سورية.
في آخر تحديث لبياناتها، أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري، في 17 من سبتمبر/أيلول الحالي، وصول عدد الإصابات المثبتة بمرض الكوليرا في مناطق سيطرة النظام إلى 201 إصابة معظمها في محافظة حلب، بينما بلغ عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بالمرض 14 حالة وفاة.
وكانت هيئة الصحة في "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية" سجلت في 11 سبتمبر الجاري في آخر احصائياتها، ثلاث وفيات بمرض الكوليرا في محافظتي الرقة ودير الزور، بالإضافة إلى عشرات الإصابات غالبيتها في الريف الغربي من محافظة دير الزور، شرقي البلاد.
وأكد حينها الطبيب جوان مصطفى، الرئيس المشترك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، أن الإصابة بمرض الكوليرا تحدث بشكل مفاجئ، مما استدعى الكوادر الطبية للتدخل المباشر والفوري لاحتواء المرض والسيطرة عليه قبل التفشي، والإمكانيات الطبية في شمال وشرق سورية كافية للتصدي للمرض، داعياً المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية لتقديم الدعم اللازم لاحتواء المرض.