أقامت جمعية الثقافة العربية ومشروع منحة روضة بشارة عطا الله حفل تخريج للفوج الخامس عشر من الطلاب المستفيدين من المنحة في المركز الثقافي العربي في حيفا. وقد بلغ عدد الخرّيجين 90 طالباً وطالبة حصلوا على منحة دراسية لمدّة ثلاثة أعوام.
وجاء في بيان جمعية الثقافة العربية أنّ "هذا الحفل هو اختتام مرحلة جوهرية في حياة طلابنا وطالباتنا، أخذوا من خلالها أدوات الهوية والمسؤولية والعطاء، والآن سينتقلون إلى نقل هذه الأدوات لتجاربهم الخاصة في مجتمعنا. هذا الحفل نقول فيه شكراً لهم/نّ وكلّنا تقدير لما يحملونه اليوم من رسالة، إضافة إلى أنّنا نتطلع بهم/نّ نحو المستقبل، فبهم نشعر بالفخر وبالجمعية التي تمكّنت من التأثير على جيل كامل".
أضافت الجمعية في بيانها: "بالإضافة إلى الدعم المادي الذي تقدّمه المنحة، يُقدَّم للطلاب والطالبات برنامج تثقيفي توعوي يسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف على صعيد تمكين الفرد وتفعيل الدور المجتمعي والتثقيف القِيَمي". وتابعت أنّ "هذا الجيل الذي سيقود دفّة المبادرات والثقافة العربية الفلسطينيّة في المستقبل القريب والذي سيحدث التغيير. وينطلق من منحة داعِمة ومؤسِّسة لجيل يعمل ضمن بوصلة واضحة؛ مجتمع وطني متعاون يحترم التعددية وحقوق الإنسان ويقدّم نشأة ثقافية اجتماعية سياسية سليمة لأبنائه".
وقد شمل برنامج حفل التخريج فقرة فنية ملتزمة مع الفنانة أنوار شرارة.
وفي هذا الإطار، قال عضو مجلس إدارة "مؤسسة الجليل" في لندن التي تدعم برنامج المنح، أياد محاميد، إنّ "دورنا مهمّ في دعم المنح الدراسية باسم روضة بشارة عطا الله"، علماً أنّ "المشروع قائم منذ 15 عاماً وهو يدعم طلاب الداخل الفلسطيني في كلّ المناطق؛ النقب والمثلث والجليل". أضاف محاميد أنّ البرنامج "يمنح طلاباً جامعيين دعماً مالياً، لكنّ هذه المنحة تتميّز عن سواها من المنح المتوفّرة في الداخل الفلسطيني"، مشدّداً على أنّها "منحة تنمّي الانتماء الوطني والهوية وتنمّي كذلك الشخصية. فثمّة ورش في خلال الدراسة تنمّي ثقة الطلاب وانتماءهم وعطاءهم للمجتمع".
وتابع محاميد أنّ "الهدف هو أن يكونوا طلاب طليعة في المجتمع، ويعملوا من أجل مجتمع يضمن الديمقراطية والتعددية والاختلاف"، شارحاً أنّ "المشروع خرّج أكثر من ألف طالب منذ إنشائه. ونحن فخورون لكوننا داعمين لهذا البرنامج بالتعاون مع جمعية الثقافة العربية".
من جهته، أفاد مدير جمعية الثقافة العربية مصطفى ريناوي بأنّ "هذا البرنامج يخرّج في كلّ عام طلاباً قادرين ومبادرين، وهو يحثّهم على مشاريع تفيد المجتمع. ورسالة هذا البرنامج الدعم الأكاديمي، وفي الأساس بناء شخصية طالب مبادر. ونطمح إلى مجتمع يقوم على قيم ديمقراطية سليمة". كذلك أعلن عن نادي خرّيجين.
الطالب مهند عمري من الناصرة واحد من بين الخرّيجين المستفيدين من المنحة. قال: "استفدت من المنحة في كلّ المجالات؛ السياسية والوطنية والاجتماعية"، لافتاً إلى أنّ "هذه المنحة تختلف عن سواها لأنّها منحة وطنية بحتة. وهي تشمل التوعية الثقافية والسياسية والتطوّع الميداني بين الناس". أضاف عمري أنّ "في خلال عملية التعليم، لم توضَع أطر للحدّ من طاقتنا".
بالنسبة إلى الطالبة هديل حمود من شفا عمرو، فإنّ "هذه منحة أكثر من منحة عادية. هي أفادتني على الصعيد الوطني لتنمية الهوية الوطنية. هويّتنا كفلسطينيّي الداخل مركّبة ومن الصعب أن نتعرّف إليها بسهولة، فنحن في حاجة إلى توجيه بالإضافة إلى البحث الذاتي. وقد ساعدتني الورش كثيراً". وأشارت حمود إلى أنّ "الشعور الذي افتقرت إليه في الجامعة وجدته في برنامج المنحة والجمعية، وقد حصلت على احتضان".
تجدر الإشارة إلى أنّ برنامج المنح الدراسية انطلق في عام 2007 بدعم من "مؤسسة الجليل" في العاصمة البريطانية لندن، من خلال تقديم 100 منحة دراسية لطلاب الداخل الفلسطيني، وزاد عدد المستفيدين من البرنامج لاحقاً ليصبح 250 طالباً وطالبة سنوياً، ويواصل البرنامج منذ ذلك الحين تقديم الدعم الأكاديمي والمعنوي والحاضنة الاجتماعية للطلاب.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
