منظمة الصحة العالمية: تسهيل إجلاء ألف امرأة وطفل جرحى أو مرضى من غزة

21 أكتوبر 2024
مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه، 17 أغسطس 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خطط لإجلاء ألف امرأة وطفل من غزة بسبب انهيار النظام الصحي نتيجة الحصار والقصف الإسرائيلي، مع تعهد إسرائيل بالسماح بألف عملية إجلاء طبية إضافية إلى الاتحاد الأوروبي.
- حتى الآن، تم تسهيل 600 عملية إجلاء طبي إلى سبع دول أوروبية، مع التأكيد على أهمية الحوار مع الشركاء لضمان الرعاية الصحية وتوفير الأدوية للمصابين بالإيدز.
- دعا كلوغه إلى معاهدة عالمية للتأهب للجوائح المستقبلية، مشيرًا إلى تحديات مثل الأمراض غير المعدية وصحة الشباب، وأهمية معالجة اللامساواة بين الجنسين في أوروبا.

أعلن مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أنّ نحو ألف امرأة وطفل جرحى أو مرضى سوف يُجلَون قريباً من قطاع غزة المحاصر والمستهدف بحرب إسرائيلية منذ أكثر من عام. أضاف أنّ إسرائيل تعهّدت بالسماح بنحو "ألف عملية إجلاء طبية إضافية إلى الاتحاد الأوروبي في الأشهر المقبلة"، موضحاً أنّ المكتب الإقليمي للمنظمة سوف يسهّل هذه العمليات بالتعاون مع الدول المعنية والاتحاد الأوروبي.

يأتي ذلك في وقت خرجت فيه مستشفيات قطاع غزة بمعظمها عن الخدمة، مع انهيار المنظومة الصحية فيه بفعل استهداف المنشآت الطبية وبسبب الحصار المشدّد الذي يحرم القطاع من الإمدادات الصحية الأساسية، من مستلزمات طبية وأدوية ولقاحات. كذلك يخيّم وضع صحي وإنساني كارثي على قطاع غزة، في ظلّ القصف الجوي المدمّر والعمليات العسكرية البرية التي تنفّذها القوات الإسرائيلية وتستهدف فيها الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

600 عملية إجلاء صحي من غزة في عام

وكانت منظمة الصحة العالمية قد سهّلت حتى الآن نحو 600 عملية إجلاء طبي من قطاع غزة إلى سبع دول أوروبية منذ أكتوبر 2023، علماً أنّ ثمّة حاجة إلى عمليات إجلاء أكثر. ولفت كلوغه إلى أنّ "هذا ما كان ليحصل لو لم نبقِ على الحوار"، مشيراً إلى أنّ "الأمر نفسه بالنسبة إلى أوكرانيا".

وأوضح المدير الإقليمي للفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية "أنا أُبقي على الحوار مع جميع الشركاء. واليوم، يتلقّى 15 ألف شخص إيجابي المصل أو مصاب بالإيدز في دونباس وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة أدوية ضدّ فيروس أو مرض الإيدز". وشدّد على "وجوب أن نجهد فعلياً لعدم تسييس الصحة".

ورأى الطبيب البلجيكي البالغ من العمر 55 عاماً، الذي يترأس المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية منذ فبراير/ شباط 2020، والذي من المرتقب أن تُجدَّد ولايته في اجتماع اللجنة الإقليمية المقرّر في أواخر أكتوبر الجاري أنّ "الدواء الأهم هو السلام". من هنا أهمية احترام المراكز الصحية والطواقم الطبية في مناطق النزاع.

دعوة إلى التأهّب للجوائح

من جهة أخرى، قال كلوغه إنّ في هذه المرحلة من "الأزمات المستدامة"، لا بدّ للدول الـ53 في المنطقة، وعدد منها في آسيا الوسطى، من رصّ الصفوف للتباحث في كيفية التأهّب للجوائح. أضاف أنّ "أوروبا استخلصت العبر... وما نحتاج إليه هو معاهدة عالمية بشأن الجوائح، لأنّنا حتّى لو قمنا بما يتوجّب علينا، لن نكون أبداً قادرين على منع الميكروبات من الانتقال إلى قارتنا". ومن المرتقب تقديم استراتيجية أوروبية حول الجوائح في 31 أكتوبر الجاري.

وفي هذا الإطار، يحثّ الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية الدول الأعضاء على "الاستعداد لإدارة الأزمة المقبلة مع الحرص على صون خدمات الصحة الأساسية بغية تفادي أيّ انقطاع جديد"، مثلما حدث في خلال جائحة كورونا.

ورأى المدير الإقليمي للفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية وجوب أن تكون سلامة النظم الصحية الوطنية، التي تُعَدّ مهمة جداً، أولوية للجميع. وبيّن كلوغه أنّ "خلال السنوات الخمس الأخيرة، شهدت 25 دولة على الأقلّ من بين دول الإقليم الـ53 طارئة صحية واحدة على الأقلّ خطرة بما فيه الكفاية لتضع سلامة البلد على المحكّ".

وقد تركت جائحة كورونا ندوباً في المجتمع الأوروبي ينوي كلوغه مداواتها في خلال ولايته المقبلة. وشرح أنّها "أرجعتنا سنتَين في مجال الأمراض غير المعدية، الأمر الذي دفعنا إلى مضاعفة الجهود الرامية إلى تشخيص السلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة وعلاجه والكشف عن سرطان عنق الرحم والتطعيم".

ومن المسائل التي يركّز عليها كلوغه، السعي إلى تسليط الضوء على اتجاهات مقلقة، ولا سيّما في ما يخصّ صحة الشباب. وهو صرح بأنّ "في ما يتعلّق بالصحة النفسية، لاحظنا بكلّ وضوح أنّ فترات العزل إبان جائحة كورونا أدّت إلى ازدياد حالات القلق والاكتئاب بنسبة 25%".

إلى جانب ذلك، ينوي المدير الإقليمي للفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية التطرّق إلى اللامساواة المتزايدة ما بين النساء والرجال في أوروبا. وأقرّ كلوغه أنّ "26% من النساء، اللواتي تتراوح أعمارهنّ ما بين 15 و49 عاماً، في منطقتي، كشفنَ أنّهنّ تعرّضنَ للعنف مرّة واحدة على الأقلّ في حياتهنّ".

(فرانس برس، العربي الجديد)