قالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إنّ نحو واحدة من بين كل ثلاث نساء في العالم تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي خلال حياتها، وهو سلوك إجرامي تفاقم في أثناء تفشي جائحة فيروس كورونا.
وحثّت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، الحكومات على منع العنف وتحسين الخدمات للضحايا ومعالجة الفجوة الاقتصادية التي عادة ما تجعل النساء والفتيات عرضة للوقوع في علاقات مؤذية.
وقال مسؤولو المنظمة إنه يجب تعليم الصبية في المدارس أهمية الاحترام المتبادل في العلاقات، وإقامة العلاقات الجنسية بالتراضي.
وقال المدير العام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "العنف ضد المرأة مستوطن في كل بلد وثقافة، ويلحق الضرر بملايين النساء وعائلاتهن، وتفاقم بسبب جائحة كوفيد-19".
وقالت منظمة الصحة العالمية في ما وصفتها بأكبر دراسة من نوعها على الإطلاق، شملت بيانات محلية واستطلاعات من 2000 إلى 2018، إنّ نحو 31% من النساء اللاتي تراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً أو ما يصل إلى 852 مليوناً تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي.
LIVE: Media briefing on the prevalence of violence against women with @DrTedros. #EndViolence https://t.co/tAsvZEiZk7
— World Health Organization (WHO) (@WHO) March 9, 2021
وأوضحت أنّ الزوج أو الرفيق يكون في الأغلب هو المعتدي، وأنّ العدد الأكبر من الضحايا في الدول الأكثر فقراً.
ومن المرجح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بسبب عدم الإبلاغ عن العنف الجنسي، على اعتبار أنها تُعَدّ جريمة تمثل وصمة كبيرة.
وقالت واضعة التقرير كلاوديا غارسيا-مورينو: "هذه الأرقام صادمة للغاية، وتمثل حقاً جرس إنذار للحكومات لبذل المزيد من أجل منع هذا العنف".
وصرّحت غارسيا-مورينو، لـ"فرانس برس"، قائلة: "نعلم أنّ وضع العديد من النساء تفاقم على الأرجح"، مشيرة إلى أنّ 641 مليون امرأة، أي 26% من اللواتي هنّ في سنّ الخامسة عشرة وأكثر، كنّ ضحايا العنف من قبل شركائهن.
وقالت: "النساء اللواتي كنّ يتعرضن لسوء المعاملة وجدن أنفسهن عالقات في هذا الوضع. فجأة وجدن أنفسهن أكثر عزلة وعلى الدوام مع الشريك الذي يسيء معاملتهن".
وقد تساهم الصعوبات المادية والضغوط الناجمة عن وجود الأولاد في المنزل باستمرار ومشكلات أخرى ناجمة عن الجائحة، في التسبب بعنف جديد. وأضافت: "نعلم أن بعض هذه العوامل التي تؤجج العنف المنزلي قائمة".
والواضح بالنسبة إلى الباحثة، أنّ "معدلات (العنف المنزلي) مرتفعة للغاية، وبات من الضروري التحرك بشكل عاجل".
وتعرضت ربع الفتيات اللواتي تراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة ودخلن في علاقة، للعنف الجسدي أو الجنسي من قبل شركائهن. وشددت على أن "ذلك يشكل مصدر قلق، إذ إنّ المراهقة والبلوغ مرحلتان مهمتان للصحة والنمو، وكذلك لبناء أسس لعلاقات سليمة".
كذلك لاحظت تباينات إقليمية، حتى وإن كان مستوى العنف "مرتفعاً جداً في كل مكان".
غيبريسوس: خلافاً لكوفيد-19 فإنّ العنف الذي تتعرض له المرأة لا يمكن وقفه بلقاح
وتشهد الدول الفقيرة عموماً مستويات عنف تتعرض لها النساء أعلى من الدول الغنية، وأوقيانيا هي المنطقة الأكثر تأثراً بهذه الآفة، مع تعرض 51% من النساء بين 15 و49 عاماً، لهذه الاعتداءات.كذلك تأثرت جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء بشدة بذلك. وتسجل جنوب أوروبا أدنى معدل بنسبة 16%.
وكتبت: "ربما كان يعود ذلك إلى أنّ المرأة هناك لديها إمكانات أكبر للخروج من علاقة عنيفة مع وصول أسهل إلى الخدمات والحماية القانونية".
ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الحكومات إلى التحرك لأنه "خلافاً لكوفيد-19 فإنّ العنف الذي تتعرض له المرأة لا يمكن وقفه بلقاح".
A year into the #COVID19 pandemic, we must come together to protect and invest in the people who protect us all, no matter where they live. We now have only 32 days left to act for #VaccinEquity! https://t.co/5abx2RGGRY pic.twitter.com/5mDdt0N16y
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) March 9, 2021
(رويترز، فرانس برس)