يتوقّع الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، أن تستمر تداعيات موجة الحر الشديد التي تضرب القارة الأوروبية حتى عام 2060 على الأقل.
وحذّر تالاس، خلال مؤتمر صحافي للأمم المتحدة مؤخراً، من الأضرار التي قد تلحق بصحة الأفراد والاقتصادات والإنتاج الزراعي والسياحة على خلفية هذه التغيرات المناخية.
وأعلن أنّ المسار السلبي لحالة الطقس عالمياً "سيستمر حتى عام 2060" وذلك بغض النظر عن أي نجاحات تتحقق في جهود التخفيف من الآثار السلبية للتغير المناخي.
وأشار تالاس، إلى أن هذه التغيرات المناخية "ستكون أكثر شيوعاً في العام على مدار السنوات المقبلة".
زيادة الوفيات
وتشهد أوروبا لاسيما المناطق الجنوبية، حرائق أجبرت السلطات على إجلاء الآلاف، وارتفاع في درجات الحرارة لما فوق الأربعين درجة لأول مرة في بريطانيا.
وفي هذا الشأن حذر تالاس، من أنّ موجات الحر "ربما سيكون لها تأثير مشابه لجائحة كورونا"، متوقعاً أن "تتسبب في سقوط وفيات".
وأردف: "نتوقع أن نشهد زيادة في الوفيات بين كبار السن والمرضى، فهذه الفئات كانت الأكثر عرضة لخطر فيروس كورونا وهي اليوم من أكثر الفئات ضعفاً أمام موجات الحر".
وأشار تالاس أيضاً خلال حديثه، إلى "الأضرار" المتوقعة لارتفاع درجات الحرارة على القطاع الزراعي.
شبح الجفاف
فقدت أوروبا مساحات كبيرة من الأفدنة وخسرت الكثير من المحاصيل بسبب اندلاع عشرات الحرائق التي يواجه المختصون صعوبة بالغة في إخمادها بعدة بلدان أبرزها إسبانيا، والبرتغال، وفرنسا.
واعتبر تالاس، أنّ "تداعيات خسارة المحاصيل الزراعية في هذا الوقت تفاقم من أزمة الغذاء العالمية، المدفوعة بالحرب الروسية ضد أوكرانيا".
وتشهد إمدادات الحبوب من روسيا وأوكرانيا تذبذبا بسبب الحرب الدائرة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، بين البلدين اللذين يعدان من أكبر الدول المصدرة للحبوب عالمياً.
وقال تالاس: "في ظل الوضع الحالي، نواجه بالفعل أزمة الغذاء العالمية بسبب الحرب في أوكرانيا، وسيكون لموجة الحر هذه المزيد من الآثار السلبية على الأنشطة الزراعية".
ولفت تالاس، إلى أنّ موجات الحر الحالية "ستكون متكررة" خلال العقود المقبلة.
وفي السياق، حذر باحثون لدى المفوضية الأوروبية من أنّ حوالي نصف أراضي التكتل "بات معرضا لخطر الجفاف".
وكشف مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية، في تقرير صدر يوليو/ تموز الجاري، أنّ 46% من أراضي الاتحاد الأوروبي "معرضة لجفاف بمستوى يستدعي التحذير منه"، مشدداً على أنّ المحاصيل أصبحت تعاني من نقص حاد في المياه.
وأفاد الاتحاد الأوروبي، بأنّ البلد الأكثر تأثراً "هو إيطاليا حيث يواجه حوض نهر بو في شمال البلاد أعلى مستوى من الجفاف الشديد".
وحذر باحثو الاتحاد الأوروبي أيضاً، من أنّ نقص المياه وشدة الحرارة يتسببان بتراجع المحاصيل في فرنسا، ورومانيا، وإسبانيا، والبرتغال وإيطاليا.
وتشهد أغلب أنحاء أوروبا موجة حارة شديدة، منذ أكثر من أسبوع، بلغت فيها درجات الحرارة نحو 45 درجة مئوية في بعض المناطق وانتشرت حرائق الغابات في البرتغال وإسبانيا وفرنسا.
ودفعت هذه الظروف المناخية السلطات في فرنسا إلى إجلاء الآلاف، وإعلان حالة الطوارئ الوطنية في بريطانيا.
وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية أخيراً، أول إنذار "أحمر" يتعلق بالحرارة القصوى، وذلك يعني أن ثمة "خطراً على الحياة".
وأعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الأربعاء، مصرع 500 شخص في إسبانيا، لأسباب مرتبطة بموجة الحر الشديدة، فيما أعلنت السلطات الصحية في البرتغال ارتفاعاً في عدد الوفيات إلى 1063 حتى الثلاثاء.
(الأناضول)