لم تمنع الإعاقة الحركية الطفلة رنا مصبح (14 عاماً)، من مُشاركة أصدقائها في الأنشطة الموسيقية، والترفيهية المتنوعة، والتي يتم تنفيذها في أحد المنتجعات غربي مدينة غزة، ضمن مخيم صيفي لتحقيق عملية الدمج بينهم وبين أقرانهم من الأطفال الأسوياء.
وتتنوع الأنشطة التي يتم تقديمها خلال مخيم الفنون الصيفي، والذي يُنظمه معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى – فرع غزة، بين الأنشطة الحركية، الترفيهية، والفلكلورية، كالدبكة، والدراما، والحكواتي، والرسم، والموسيقى، كالتدريب على الكورال، والإيقاع الجَماعي، والآلات الموسيقية المتنوعة.
ولم تُفرِّق الأنشطة التي ينفذها المركز على مدار أيام الأسبوع، بين الأطفال ذوي الإعاقة، والأسوياء منهم، تحقيقاً للهدف الأساسي، إذ تشاركوا بالألوان، والموسيقى، وسط أجواء تفاعلية، وطفولية، ذابت فيها الفوارق بين المشاركين الذين تعاونوا في ما بينهم ضمن الأنشطة الجَماعية.
ويسعى المخيم الصيفي الجَماعي، إلى تحقيق مجموعة من الأهداف إلى جانب التفريغ النفسي عن الأطفال، في ظل الظروف الصعبة التي يعانونها، وتتمثل في تخفيف حدة التنمر على ذوي الإعاقة، ودمجهم في المجتمع، ومُحاولة تغيير الصورة النمطية غير الصحيحة عنهم.
وتقول رنا مصبح لـ"العربي الجديد"، إنها شاركت في مختلف الأنشطة التنشيطية والفنية، كالرسم، والدبكة، والاستماع إلى الحكواتي، والتدرب على استخدام الآلات الإيقاعية، ومختلف الآلات الموسيقية، وقد فرحت كثيرا حين ذابت الفوارق بينها وبين بقية الأطفال، الذين شاركوها اللعب.
وتُثني الفلسطينية نعمة مصبح، وهي والدة الطفلة رنا، على الأنشطة التفاعلية التي تشارك بها خلال مخيم الفنون، وتوضح لـ "العربي الجديد" الأثر الإيجابي لتلك الأنشطة التي ساهمت بتحسن حالة طفلتها النفسية، وتضيف: "رنا ترجع إلى البيت سعيدة، وتحدثنا عن كافة التفاصيل، والأنشطة، والتدريبات، والألعاب التي تتشاركها مع الأطفال".
أما الطفلة روعة شحيبر، والتي تُعاني من صعوبة في النُطق، فقد بدت سعيدة خلال مشاركتها مع عدد من الأصدقاء في المسابقات التفاعلية، والتي بدأت بالطابور التنشيطي، وتنقلت بين زوايا الرسم، والموسيقى، وسط أجواء تفاعلية طفولية.
وتلفت روعة بحديث لـ"العربي الجديد" إلى أن مُشاركتها مع باقي الأطفال، والأصدقاء ساهمت في خلق شعور إيجابي لها، إذ شعرت بأنها جزء أساسي في الفريق، وقد شاركت في كل الأنشطة الترفيهية، والفنية، والموسيقية التي تم تنفيذها منذ بدء فعاليات المُخيم، في العاشر من يوليو/ تموز الحالي.
وانعكست الأجواء المفعمة بالمحبة، والإيجابية على ملامح الأطفال الذين تشاركوا في الأنشطة الترفيهية، والتي يشرف عليها طاقم المركز، بعد أن تم تقسيمهم إلى مجموعات، تتناوب على الأنشطة المُتنوعة، مع مُراعاة دمج الأطفال ذوي الإعاقة، مع أقرانهم الأسوياء في المجموعات كافة.
فيما تقول الطفلة هناء الشوا، إنها لم تشعر بأي فرق في التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة، وقد وجدت منهم تعاونا كبيرا، فيما ترى صديقتها صفا الحلو، والتي شاركتها أنشطة الدراما والحكواتي والموسيقى، أنه من المهم تنفيذ الأنشطة التفاعلية، والتي تدمج الأطفال من ذوي الإعاقة، بغيرهم ممن دون إعاقة، لما لها من أثر إيجابي على نفسيتهم وسلوكهم.
بدورها، توضح مديرة معهد إدوارد سعيد الوطني في غزة، منال عواد أن المعهد ينظم مخيم الفنون الصيفي خلال شهر يوليو/ تموز، ضمن أنشطته السنوية والتي يقيمها في كافة الفروع، وقد اتجه منذ ثلاث سنوات لتحقيق مبدأ الدمج بين الأطفال الأسوياء وذوي الإعاقة.
وتبين عواد لـ"العربي الجديد" أن مخيم العام الحالي، والذي يتم تنفيذه على مدار ثلاثة أسابيع، ينتهي باحتفال ترفيهي وفني، يُركز على الأطفال ذوي الإعاقة الحركية، وبعض الإعاقات الأخرى، لدمجهم مع الأطفال بدون إعاقة، ضمن أنشطة الرسم، والدبكة، والدراما، والحكواتي، والإيقاع الجماعي، والكورال، علاوة على تعليم العزف على عدد من الآلات الموسيقية، مثل العود، والقانون، والعديد من الألعاب التنشيطية.
ويهدف المركز من خِلال المخيم الذي يضم نحو 100 طفل وطفلة، إلى تحقيق هدف مزدوج، يتمثل في الترفيه في ظل حاجة الأطفال للفرحة، ودمج الصغار من ذوي الإعاقة مع باقي الأطفال، ونشر ثقافة الموسيقى، وفق توضيح عواد، في أجواء تملؤها الطاقة الإيجابية، والانسجام، والتناغم، والتعاون.