يعاني سكان مخيمات مناطق شمال شرق سورية من أوضاع إنسانية صعبة مع دخول فصل الشتاء، ونقص المساعدات، وسط مناشدات للجهات والمنظمات الإنسانية للتدخل لتخفيف وطأة البرد وقساوة الظروف المناخية عنهم.
وتضم مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" مخيمات عديدة منها الهول، مبروكة، عين عيسى، السّد، روج، رجم الصليبي، وذلك ضمن تجمعات، وفق تصريح الناشط الإعلامي مدين عليان لـ"العربي الجديد"، لافتا إلى أن المخيمات موزعة على أرياف محافظات الرقة ودير الزور والحسكة.
وقال: "تتشارك العوائل في كل المخيمات المشكلات ذاتها، من حيث عدم توفر المياه ومواد التدفئة، إضافة للخيام المتهرئة التي يقطنون فيها"، مشيرا إلى وجود مخيمات عشوائية أشد سوءا في ريف الرقة، يصل عددها إلى 58 مخيما.
وأوضح المتحدث أن أبرز المشكلات في الوقت الحالي تكمن في توفير الغذاء سواء في مخيمات الرقة أو الحسكة، ومن المخيمات أيضا التي يعاني فيها النازحون بشدة مخيم واشوكاني في ريف محافظة الحسكة، الذي تحاول بعض المنظمات المحلية العمل على توفير المساعدات الإنسانية له.
ويضيف عليان: "المشكلة الأبرز مع حلول فصل الشتاء أن المساعدات التي يمكن أن تصل إلى المخيمات عبر المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة يتحكم بها النظام السوري، فهو يعتبر كل المخيمات غير المشيدة بالاتفاق معه عشوائية ويمنع المنظمات الأممية من إيصال المساعدات لها بشكل مباشر، ومنها مخيم واشوكاني والعديد من المخيمات الأخرى في ريف الرقة".
من جهته، يؤكد رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، شيخموس أحمد، في حديث لـ"العربي الجديد" أن الخدمات في المخيمات لا تلبي الاحتياجات، وشهدت المنطقة مؤخرا تراجعا في المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات خاصة في مخيم الهول.
وتقول ليلى الحمادي وهي من نازحي ريف دير الزور وتقيم بمخيم في ريف الرقة لـ"العربي الجديد"، إنّ العنصر الأساسي الذي تفتقده في الوقت الحالي هو مواد التدفئة، مضيفة: "أنا أرملة ولدي ثلاثة أطفال يعملون في جمع البلاستيك، ليس لي معيل غيرهم، الوضع صعب مع حلول الشتاء والبرد، لو مرضوا لن يكون لدينا أدوية ولا مدخول، الوضع عموما من سيئ لأسوأ في المخيم، لكن لا مكان نذهب إليه".
ووفق تقرير سابق أصدرته مبادرة ريتش من جمعية "إمباكت" التي تتخذ من جنيف مقرا لها، فإنها تهدف إلى تسهيل التخطيط من قبل الجهات الفاعلة في مجال المساعدات، من خلال توفير خدمات التقييم وقاعدة البيانات والخرائط، موضحة أنه يوجد في شمال شرق سورية 12 مخيما منظما يأوي 140 ألف نازح، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون نازح يقيمون في المنطقة إما في منازل أو ضمن مخيمات عشوائية، غير قادرين على العودة إلى مناطقهم الأصلية.
وبينت المبادرة أن الأسر تعتمد على المساعدات المنقذة للحياة المقدمة في المخيمات لتلبية الاحتياجات، إذ تواجه في الوقت الحالي فجوة في الوصول للسلع والخدمات الأساسية، مما يجبرها على الاعتماد على نفسها وعلى الأموال المقترضة. إلا أن انعدام الأمن الغذائي مرتفع وفق التقرير، وهذه الأسر تعيش ظروف مأوى سيئة وتفتقر للرعاية الصحية. وأشارت المبادرة الى أن 50 بالمائة من العوائل في المخيمات كان يعد الاستهلاك الغذائي لها سيئا، بينما لم تحصل 90 بالمائة من العوائل على الأدوية.