لم تعثر الشرطة الإيطالية على أي أسلحة نارية خلال تفتيشها، الثلاثاء، المبنى الصغير الذي كان يقيم فيه زعيم المافيا الإيطالي ماتيو ميسينا دينارو قبل توقيفه، أمس الاثنين، في باليرمو بعد 30 عاماً كان خلالها متوارياً وفاراً من وجه العدالة.
ويقع المبنى الذي كان دينارو (60 عاماً) يتخذه مخبأ في مدينة كامبوبيلو دي مازارا الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها عشرة آلاف، وتبعد نحو عشرة كيلومترات عن معقله كاستلفيترانو بإقليم تراباني، حيث ولد ونشأ ومارس أنشطته الإجرامية الأولى.
ودهمت قوات الأمن المبنى السكني الصغير المكوّن من طابقين والمطلي باللون الأصفر، الذي يُعتقد أن زعيم المافيا أقام فيه مدة طويلة داخل شقة تتوافر فيها كل وسائل الراحة، من مفروشات وتجهيزات ومواد غذائية.
ولم يعثر المحققون في الشقة على أية أسلحة، ولكن مما وجدوه مثلاً عشرات الأحذية وقطع الملابس من العلامات التجارية الكبرى، إضافة إلى واقيات ذكرية وحبوب من عقار "فياغرا". وفرضت الشرطة مراقبة دائمة على المبنى الصغير، ومنعت أي شخص من الاقتراب منه.
وكان دينارو أوهم جيرانه بأن اسمه أندريا بونافيديه، وكان يملك بطاقة هوية بهذا الاسم، مدعياً أنه طبيب.
ونُقل دينارو بمروحية بعد توقيفه إلى منطقة أبروتسو الواقعة شرق روما والمطلة على البحر الأدرياتيكي، حيث أودِع سجن لاكويلا الخاضع لحراسة مشددة.
وكان دينارو يرتدي لدى توقيفه ملابس بالغة الأناقة ويضع ساعة فاخرة تراوح قيمتها بين 30 و35 ألف يورو.
وقال رئيس النيابة العامة في باليرمو ماوريتسيو دي لوسيا، خلال مؤتمر صحافي، إن دينارو كان يتمتع خلال مسيرته "بحمايات كبيرة"، مشيراً إلى أن "التحقيق يركز على هذه الحمايات".
ويُعتبر ماتيو ميسينا دينارو أحد آخر الأسماء البارزة المرتبطة بمافيا "كوزا نوسترا" التي فقدت الكثير من عناصرها بفعل العمليات المستمرة التي تجريها السلطات الإيطالية بعد اغتيال القاضيين جوفاني فالكوني وباولو بورسيلينو سنة 1992.
واشارت صحيفة "إل ميساديجيرو" إلى أن ثروة دينارو تصل "إلى أربعة مليارات يورو"، جمعها من مداخيل تهريب المخدرات والابتزاز وغسل الأموال.
(فرانس برس)