استمع إلى الملخص
- شدّد الباحث حازم يونس على أهمية التوثيق الدقيق والتنسيق مع المنظمات الدولية لضمان حقوق الضحايا، بينما أكدت الأستاذة يوشكا وسليز على دور المحاكم الأوروبية.
- تناولت المرشدة سماح مسالمة أهمية الدعم النفسي لأسر المفقودين، وأعلن المحامي وليد الحجّي ضرورة تطبيق القانون والتواصل مع العائلات السورية في السويد.
في مقرّ الاتحاد الدراسي ابن رشد في شارع الجمعيات في مدينة مالمو السويدية، نظّمت جمعية السراج، يوم أمس الخميس، ندوة "البحث عن المفقودين والتوثيق: نحو الحقيقة والعدالة في سورية"، لمناقشة قضية توثيق المفقودين في سورية، وآليات تحقيق العدالة، جمعت ناشطين وباحثين وأكاديميين، يُكرّسون جهودهم للقضايا القانونية وحقوق الإنسان.
وقدّم الباحث في قضايا العدالة والمساءلة، حازم يونس، عرضاً شاملاً تناول فيه الآليات القانونية لتوثيق المفقودين، مشدّداً على التنسيق مع المنظّمات الدولية والسويدية ذات الصلة. وأوضح يونس أنّ "التوثيق الدقيق وجمع المعلومات عن المفقودين، بالتعاون مع الحكومات ومنظمات الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المحلي هو خطوة حاسمة لضمان حقوق الضحايا وأسرهم".
كما تناولت الأستاذة في جامعة مالمو (كلية الإعلام) يوشكا وسليز، أهمية التنسيق بين الجهات المختلفة لتحقيق العدالة، مسلطةً الضوء على دور المحاكم الأوروبية، خصوصاً في السويد وألمانيا وهولندا، في هذا الإطار.
وتحدّثت المرشدة المتخصّصة في الدعم النفسي سماح مسالمة عن الأهمية الكبيرة لتقديم الدعم النفسي لأسر المفقودين. وأوضحت مسالمة أنّ "تقديم المعلومات عن أحبّائهم المفقودين يعيد للأسر ذكريات وظروفاً ومشاعر قاسية، ما يستدعي توفير دعم نفسي متخصّص يساعدهم في تجاوز هذه الصعوبات". واختتم المحامي وعضو مجلس إدارة جمعية السراج، وليد الحجّي، الحديث بالتأكيد على ضرورة تطبيق القانون والتواصل مع العائلات السورية المقيمة في السويد، ممّن فقدت أفراداً منها بسبب الحرب في سورية. وأكّد على أنّ "التنسيق مع السلطات السويدية في هذا الصدد ضروري لضمان توفير الدعم المناسب وتحقيق العدالة".
وفي 29 يونيو/حزيران 2023، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتّحدة قراراً بإنشاء مؤسّسة دولية جديدة لاستجلاء مصير المفقودين في سورية، وأماكن وجودهم، وتقديم الدعم للضحايا وأسرهم. وتستبق الندوة زيارة ينويها وفد من المؤسسة الأممية المعنية بالمفقودين في سورية إلى كلّ من مدينتي مالمو واستكهولم، أواخر الشهر المُقبل (سبتمبر/أيلول)، بحسب رسالة تلقّتها جميعة السراج، كما أفاد مسؤول ملفّ العدالة وحقوق الإنسان في الجمعية حازم يونس لـ"العربي الجديد". وتهدف الزيارة، بحسب الرسالة، إلى رفع الوعي بعمل المؤسّسة والتواصل مع المنظمات الناشطة في السويد المعنية بالمفقودين والاجتماع بالأسر المتأثّرة بهذا الفقدان.
وأكّدت جمعية السراج في السويد استمرارها في التنسيق مع المنظمات الدولية المعنية مثل المؤسّسة المستقلّة للمفقودين في سورية، واللجنة الدولية لشؤون المفقودين، لدعم هذه الجهود. وفي ختام الندوة، أعلن يونس خططاً لتنظيم ندوات ونشاطات إضافية في المستقبل القريب في جنوب السويد، بالتنسيق مع ممثلي المنظمات الدولية، بهدف جمع المعلومات وتقديمها إلى الجهات المعنية من خلال القنوات الرسمية لتحقيق الهدف المنشود. و"السراج" منظّمة غير ربحية في السويد، تعمل في تعزيز العدالة والمساواة والمناصرة، من خلال التعاون مع مؤسسات محلية سويدية، وفي وأوروبا، عبر برامج ثقافية وتوعوية متنوّعة.