تسبّبت المواجهات في ريف حلب الشمالي بين فصائل من الجيش الوطني و"هيئة تحرير الشام" بنزوح أهالي المخيمات على خطوط التماس شمال سورية، تزامناً مع إضراب في مدن وبلدات رفض سكانها دخول الهيئة لها، منها مدينة أعزاز التي قطع السكان فيها الشوارع بالإطارات المطاطية المشتعلة، وأغلقوا محالهم التجارية فيها.
ويقول خالد حاجولي، وهو من أبناء مدينة أعزاز، لـ "العربي الجديد": "نرفض دخول الهيئة إلى المدينة، وسنواصل وقفتنا حتى منع دخول هيئة تحرير الشام إلى المدينة، وسنمنعها من الدخول".
بدوره، يقول عبد القادر أبو يوسف لـ "العربي الجديد": "نحن في أعزاز مدنيون ولسنا عسكرا، ونريد أن تكون المدينة آمنة. ثورتنا ثورة معتدلة والشعب يعيش في بؤس. سئمنا؟ نريد تحييد أعزاز عن المعارك، الناس ليس لديها ما تأكله. نريد أن نعيش ويعود الأهالي إلى بيوتهم. بعد عشر سنوات من نزف الشهداء، النازحون يقيمون حالياً في المحلات التجارية. الوضع يرثى له".
أما محمد كنو، فيقول لـ"العربي الجديد": "منذ أسبوع، تفاجأنا بدخول زعيم هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقاً، أبو محمد الجولاني إلى غصن الزيتون، نحن نرفض الأمر".
بدوره، يقول أحمد الحسن خلال حديثه لـ"العربي الجديد": "نطالب بإيقاف هيئة تحرير الشام وإخراجها من ضواحي أعزاز وعفرين. دفعنا الدماء لتحرير أعزاز من الظلم والعبودية. نقطع الطريق وشعب أعزاز يرفض دخول الهيئة".
ويقول ناشطون محليون إن نازحي مخيمات كفر جنة ومشعلة وزيارة حنان في ريف عفرين مع وقف الاشتباكات الدائرة في المنطقة، بعدما بدأ سكان هذه المخيمات ينزحون خارجها متوجهين نحو المدن نظراً لتعرضها لإطلاق النار بشكل مباشر.
وطالب ناشطون في مدينة أعزاز بإخلاء نازحين من بلدة معصران في ريف حلب، يقيمون في مخيم بلدة أطمة القريبة من المدينة، إذ إن العائلات الباقية في المخيم تضم رجالا ونساء وكباراً في السن، وليس لديهم وسائل للتنقل ومغادرة المخيم.
من جهته، ناشد فريق منسقو الاستجابة الفرق الطبية والإنقاذ من أجل العمل على إجلاء آلاف العائلات المحاصرة في المخيمات بسبب الاشتباكات. وقال في بيان إن عشرات المناشدات وردت من أكثر من 17 مخيما في محيط منطقتي أعزاز وعفرين تضم أكثر من 1614 عائلة لتأمين خروجها من مناطقها بعد عودة الاشتباكات.
وأوضح أنه سجل استهداف أكثر من أربعة مخيمات في المنطقة نتيجة الاشتباكات الدائرة بين الفصائل العسكرية، ما تسبب بإصابات بين المدنيين بينهم نساء وأطفال. وناشد الفرق الطبية والإنقاذ العمل على دخول المخيمات التي تحوي إصابات وإخلائها إلى النقاط الطبية بشكل عاجل. كما طالب الفريق كافة الجهات بالعمل على إيقاف الاشتباكات بشكل فوري والسماح للمدنيين بالخروج من المنطقة وتأمين وسائل آمنة لهم، وحذر من استهداف المدنيين أو المخيمات مرة أخرى. كما حمّل كافة الأطراف المسؤولية الكاملة عن الأزمة الإنسانية الحاصلة في تلك المخيمات.