تضرر عمل معظم مستشفيات قطاع غزة، مساء أمس الثلاثاء، وصولاً إلى التعطل شبه الكامل في بعضها، جراء نفاد كميات الوقود المتوفرة الخاصة بتشغيل المولدات في المستشفيات الحكومية، والتي أسهمت في بقائها تعمل على مدار 19 يوماً من الحرب الإسرائيلية على غزة.
ومنذ بداية الحرب الأخيرة على غزة التي أطلق عليها الاحتلال اسم "السيوف الحديدية" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أصدر وزير الأمن يوآف غالانت سلسلة قرارات أعلن بموجبها قطع الكهرباء والمياه وإغلاق المعابر ومنع إدخال السلع الغذائية للقطاع.
وعلى مدار تلك الأيام، عملت المستشفيات في القطاع على نظام المولدات الكهربائية الاحتياطية المتواجدة فيها أو عبر نظام الخلايا الشمسية، قبل أن تتوقف هذه المستشفيات بشكلٍ كلي، مع استمرار رفض الاحتلال الإسرائيلي السماح بإدخال شاحنات الوقود للقطاع.
وتهدد أزمة نقص الوقود وانقطاعه من محطات التوزيع المنتشرة في القطاع أو حتى من مرافق وزارة الصحة، حياة آلاف الفلسطينيين في غزة، سواء من الجرحى أو المرضى، في ضوء استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع للأسبوع الرابع على التوالي.
في الوقت ذاته، فإنّ المنظومة الصحية ستكون مُهدّدة بالكامل مع احتمالية توقف سيارات الإسعاف والدفاع المدني عن العمل نتيجة أزمة انقطاع الوقود ورفض الاحتلال إدخاله، سواء عبر معبر كرم أبو سالم أو عبر بوابة صلاح الدين التي تربط القطاع بمصر.
وشهدت الأيام الأخيرة، لجوء بعض سائقي السيارات إلى تشغيل مركباتهم على "الزيت النباتي"، في محاولة منهم للاستمرار في العمل أو نقل ذويهم وبعض المصابين في ضوء أزمة شح الوقود من المحطات ولجوء بعض التجار إلى رفع أسعاره إلى أرقام فلكية وغير مسبوقة.
ووفق وزارة الصحة في غزة، فإنّ المنظومة الصحية انهارت بالكامل وباتت جميع المستشفيات متوقفة عن العمل، كما أن أبوابها المفتوحة لا تعني أنها تعمل، في ضوء نفاد الوقود وعدم توفر أي تدخلات إقليمية ودولية من جانب المؤسسات، للضغط على الاحتلال.
في الأثناء، يؤكد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أن جميع مستشفيات غزة توقفت عن العمل جراء أزمة الوقود القائمة التي تؤثر على تشغيل المولدات الصغيرة، وعدم تلبية الطاقة الشمسية الموجودة لاحتياجات المستشفيات لتشغيل الأجهزة والمعدات.
ويقول القدرة لـ"العربي الجديد"، إنّ وزارة الصحة تحتاج يوميًا لقرابة 87 ألف لتر من الوقود، بواقع شهري يصل إلى 2 مليون لتر لتغطية جميع احتياجات المستشفيات، وهو المعدل غير المتوفر حالياً، حيث لا توجد أي كميات من الوقود حالياً لتشغيل المولدات فيها.
ويشير إلى أنه قبل أزمة الوقود كان هناك 12 مستشفى ونحو 34 مركزاً صحياً توقفت عن العمل جراء الواقع الصحي في القطاع، قبل أن تتوقف جميع المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل بشكلٍ كامل خلال اليومين الأخيرين بفعل أزمة الوقود القائمة.
وينفي القدرة وجود أي تحركات على صعيد حل هذه الأزمة، بما يسهم في استئناف المؤسسة الصحية الحكومية عملها في أكثر من مكان، في ضوء تصاعد حدة الأزمة جراء ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى بفعل القصف الإسرائيلي العنيف للقطاع جواً وبحراً وبراً.
ويلفت إلى أنّ حياة أكثر من 7 آلاف مريض وجريح مهددة بالكامل، من جراء توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل، وعدم توفر وقود كافٍ لتشغيل المولدات الخاصة بالمستشفيات، وتحول هذا الملف إلى أداة ضغط إسرائيلية على الفلسطينيين في القطاع منذ بداية الحرب.