تشهد هونغ كونغ، اليوم الجمعة، أمطاراً هي الأكثر غزارة منذ بدء تسجيل بيانات أحوال الطقس عام 1884، الأمر الذي تسبّب في فيضانات وبلبلة كبرى في وسائل النقل، بعدما طاولها إعصار قوي قبل أقلّ من أسبوع.
بدورها، تشهد شينجين، المدينة الكبرى المحاذية لهونغ كونغ، منذ أمس الخميس، هطول أمطار غزيرة، هي الأكثر غزارة منذ عام 1952، بحسب ما أفادت وسائل الإعلام الرسمية الصينية.
وسجّلت المنطقة أحوالاً جوية قصوى ودرجات حرارة قياسية في صيف 2023، وهي ظواهر تتفاقم حدّتها بسبب تغيّر المناخ، بحسب العلماء.
وبعد ظهر، اليوم الجمعة، أفادت هيئة طبية بأنّها نقلت ما لا يقلّ عن 110 أشخاص إلى المستشفى، بسبب إصابات على صلة بالأحوال الجوية، أربعة منهم في حالة حرجة.
من جهته، أكد أحد المستشفيات وفاة شخص كان قد عُثر عليه فاقداً للوعي قبالة شاطئ غرب جزيرة هونغ كونغ، لكنّ السلطات ما زالت تحقّق في احتمال أن تكون الوفاة ناجمة عن الفيضانات.
وكانت سلطات هونغ كونغ قد رفعت التحذير من العواصف المطيرة في المدينة إلى أعلى مستوياته، وظلّ المؤشّر باللون الأسود لمدّة 16 ساعة قياسية، قبل أن يُخفّض بعد ظهر اليوم، مع تراجع هطول الأمطار.
يقول جاكي (52 عاماً) الذي يعيش في منطقة وونغ تاي سين مع والدَيه المتقدّمَين في السنّ إنّ ما يحصل "أمر صادم جداً"، مؤكداً "لا أتذكر أمطاراً بهذا السوء في منطقتنا على الإطلاق". وأضاف لوكالة فرانس برس أنّ "المياه غمرت الطبقة السفلية من المركز التجاري بالكامل، وارتفع منسوب المياه ليغطّي واجهات المحال"، شاكياً من أنّ "يومنا تحوّل إلى فوضى".
وفي سياق فمتصل، أعلنت السلطات إغلاق المدارس "بسبب الظروف القصوى"، ووقف عمل بعض أجهزة الجمارك على الحدود بين هونغ كونغ وشينجين، المدينة البالغ عدد سكانها 17.7 مليون نسمة والتي تشكّل مقراً لعدد كبير من شركات التكنولوجيا.
كذلك عُلّقت المداولات في بورصة هونغ كونغ لهذا اليوم، الجمعة، فيما فتحت بورصة شينجين على تراجع صباحاً.
وذكرت سلطات هونغ كونغ أنّ شينجين تستعدّ لتفريغ مياه خزاناتها، الأمر الذي قد يتسبّب في فيضانات في بعض أنحاء شمال هونغ كونغ.
وأعلنت الشركة المشغّلة لمترو هونغ كونغ تعليق قسم من خدماتها على أحد الخطوط، بعدما اجتاحت المياه محطة. وعلى عدد من الطرقات، غمرت المياه مركبات كثيرة، من بينها سيارات وحافلات.
وبحسب مرصد هونغ كونغ للأرصاد الجوية، فإنّ الأمطار الغزيرة نتجت عن "منخفض جوي اقترن بمخلفات إعصار هايكوي". وكان "هايكوي" قد اجتاح تايوان في مطلع الأسبوع، وتسبّب في إصابة نحو 100 شخص بجروح، فيما اقتلع أشجاراً وألحق أضراراً بطرقات، قبل أن يتوجّه إلى جنوب الصين بعد تراجعه إلى مستوى عاصفة.
وكان الإعصاران المتتاليان "ساولا" و"هايكوي" قد ضربا جنوب الصين في نهاية الأسبوع الماضي.
وزاد تغيّر المناخ من شدّة العواصف المدارية التي باتت تترافق مع أمطار أكثر غزارة ورياح أكثر قوة، الأمر الذي يتسبّب في فيضانات مفاجئة وأضرار على السواحل، بحسب خبراء.
تجدر الإشارة إلى أنّ العاصمة الصينية بكين كانت قد عرفت في أواخر يوليو/ تموز ومطلع أغسطس/ آب الماضيَين أشد أمطار هطلت عليها منذ 140 عاماً، وطاولت خصوصاً مقاطعة هيباي المحاذية، متسبّبة في مقتل عشرات الأشخاص وموقعة أضراراً جسيمة.
(فرانس برس)
لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
