أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الاثنين، إعادة تشغيل قسم غسل الكلى في مجمّع الشفاء الطبي الواقع شمالي القطاع، في ما يشبه التحدّي أو الإصرار على النهوض، وذلك وسط الدمار الكبير الذي خلّفته قوات الاحتلال الإسرائيلي في المستشفى بعدما قصفته واجتاحته وخرّبته خلال حربها الأخيرة على غزة.
وأكدت وزارة الصحة، في بيان لها، أنّه "رغم الدمار الكبير الذي أحدثه الاحتلال في البنية التحتية أثناء الاعتداء الغاشم على مجمّع الشفاء الطبي، استطاعت (...) إعادة تشغيل قسم غسل الكلى بجهود استثنائية".
ودعت الوزارة المرضى الذين تستوجب حالاتهم غسل كلى في محافظتَي غزة وشمال غزة، الواقعتَين شمالي وادي غزة، إلى التوجّه غداً الثلاثاء إلى مجمّع الشفاء الطبي لتلقّي الخدمة التي يحتاجون إليها.
وكان شبان فلسطينيون قد أطلقوا، أمس الأحد، مبادرة تطوعية لتنظيف مجمّع الشفاء الطبي، وإعادة تشغيله بالحدّ الأدنى، وتهيئة قسم غسل الكلى، بالتزامن مع اليوم الثالث من هدنة إنسانية مؤقتة، وسط الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأشار مدير عام الشؤون الإدارية في وزارة الصحة في غزة محمود حماد، لوكالة الأناضول، أمس الأحد، إلى أنّ الدمار كبير في كلّ مرافق مجمّع الشفاء الطبي، ولا سيّما في الأجهزة والمعدّات، "لكنّ المبادرة سوف تعمل على تهيئته وتنظيفه وتعقيمه لإعادة تشغيله، خصوصاً قسم غسل الكلى". وحذّر حماد من أنّ ثمّة "مرضى في غزة معرّضون للموت المحتّم في حال لم يخضعوا لجلسات غسل كلى".
وكانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت من مجمّع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بعد نحو أسبوع على اقتحامه وتدمير أجزاء فيه. فهي عمدت إلى عمليات تجريف وبحث وتمشيط واسعة النطاق في مباني المستشفى وأقسامه وحديقته وموقف السيارات فيه، الأمر الذي أسفر عن مقتل عدد من الجرحى والمرضى ومن النازحين الذين كانوا قد لجأوا إليه بعدما هُجّروا من منازلهم، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
يُذكر أنّه منذ بداية حربه الشرسة، التي يشنّها على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، راح الاحتلال الإسرائيلي يدّعي أنّ مجمّع الشفاء الطبي هو مركز القيادة الرئيسي لعمليات حركة حماس في القطاع، الأمر الذي تنفيه الحركة وكذلك جهات أخرى. وفي هذا الإطار، وجّهت القوات الإسرائيلية منذ بداية الحرب أوامر عدّة إلى هذا المستشفى من أجل إخلائه، قبل أن تحاصره لأيام عدّة وتستهدفه بالقصف والقنص، ثمّ تجتاحه وتروّع مَن في داخله من مرضى وجرحى وطواقم صحية وإدارية ونازحين لجأوا إليه، إذ ظنّوه آمناً ويستطيعون الاختباء فيه من آلة الحرب الإسرائيلية.
(الأناضول، العربي الجديد)