قال وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار، اليوم السبت، إن بلاده تستقبل يومياً ما بين 40 و50 مصاباً من قطاع غزة للعلاج، مؤكداً أن المستشفيات المصرية تمتلك قدرات ضخمة لاستيعاب الجرحى الفلسطينيين من جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، وعلاج كل جريح يصل إليها من غزة.
وأضاف عبد الغفار، في مؤتمر صحافي عقده بمستشفى العريش العام في محافظة شمال سيناء، أن مصر استقبلت مجموعة أولى من الجرحى الفلسطينيين على مدى الأيام الثلاثة الماضية لتلقي العلاج، مثلت نسبة الأطفال والنساء فيهم نحو 60% من الحالات، لافتاً إلى أن هناك أطفالاً بين المصابين فقدوا جميع أفراد أسرهم بسبب العدوان على غزة، بينما يعاني معظم المصابين من كسور في العظام والجمجمة، وفقدان أطراف.
وأفاد بأن 150 عربة إسعاف تتمركز في محيط معبر رفح الحدودي مع غزة، من أجل تسهيل نقل الحالات المصابة القادمة من القطاع إلى المستشفيات في مصر، متابعاً أنه يجرى فرز المصابين الفلسطينيين، وتحويل كل حالة منهم إلى المستشفى المناسب لها.
واستطرد عبد الغفار بأن أغلب المصابين أحيلوا إلى مستشفيات بورسعيد والنجيلة ومجمع الإسماعيلية الطبي في مدن القناة، وجار تجهيز مستشفى الشيخ زايد آل نهيان في القاهرة لاستقبال حالات الحروق، فضلاً عن تحويل بعض الحالات إلى مستشفى معهد ناصر في منطقة شبرا، شمالي العاصمة.
وتابع قائلاً إن الكوادر الطبية المصرية تنفذ عملاً بطولياً في التعامل مع مصابي قطاع غزة، في إطار تقديم الدعم للأشقاء الفلسطينيين، مشيراً إلى استعداد وجاهزية مستشفيات الوزارة لاستقبال أضعاف الحالات المستقبلة يومياً من غزة، وعلاج المصابين ومرافقيهم أيضاً من الجانب النفسي، لأن كثير منهم يعانون نفسياً من فقد ذويهم بصورة لا تقل عن معاناتهم الطبية.
وزاد عبد الغفار أن فرز حالات المصابين يحدث منذ اللحظة الأولى لدخولهم الأراضي المصرية، ونقلهم إلى المستشفيات بحسب الإمكانيات اللازمة للتعامل معها، مضيفاً أن وزارته تنسق مع اللجنة الطبية في غزة، وأطراف أخرى معنية، ولا تعارض مشاركة دول صديقة أخرى في تضميد جروح المصابين الفلسطينيين.
وأكمل وزير الصحة المصري بقوله إن المتحكم في أعداد المصابين الذين يدخلون من غزة إلى مصر هو الجانب الآخر (في إشارة إلى إسرائيل)، خاتماً بأنه تحدث مع بعض المصابين الفلسطينيين خلال زيارته مستشفى بئر العبد النموذجي، شمالي سيناء، واطمأن على حالاتهم الصحية، وتوفر جميع احتياجاتهم، ووجه بتقديم كل سبل الدعم الطبي لهم حتى تماثلهم للشفاء.
ومنذ يوم الأربعاء الماضي، استقبلت مصر عشرات من الجرحى الفلسطينيين، ومئات من حملة الجوازات الأجنبية، في إطار اتفاق ثلاثي بين مصر وإسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وذلك بوساطة قطرية، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وتواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم التاسع والعشرين على التوالي، شن غاراتها المكثفة على قطاع غزة، مخلفة وراءها سلسلة من المجازر الجماعية التي راح ضحيتها أكثر من 9 آلاف شهيد فلسطيني. فيما تستمر الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات جيش الاحتلال، التي تحاول التوغل في القطاع من عدة محاور.
وحسب الإحصائيات الرسمية، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 9488 شهيداً، بينهم 3900 طفل و2509 نساء، فضلاً عن تسجيل 24158 إصابة. وأقر جيش الاحتلال -في المقابل- بمقتل 341 من جنوده منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.